سعيد الإبراهيمي: "ارحل أو وضح.. هل أنت معانا أم ضدنا"!؟

سعيد الإبراهيمي: "ارحل أو وضح.. هل أنت معانا أم ضدنا"!؟

رهن المغرب مستقبله الاقتصادي بالقطب المالي للدار البيضاء، وهو الرهان الذي يتجلى من خلال القرارات الكبرى والتسهيلات العظمى الممنوحة للقطب المالي والتي يشرف عليها الملك شخصيا، وذلك بغاية تنشيط الدورة الاقتصادية بالمغرب وتحويل الدار البيضاء إلى منصة لانتزاع جزء من الثروات بإفريقيا، وهو ما يظهر من خلال الأرقام المعلن عنها، بعد الانتهاء من تهيئة منطقة القطب المالي (بمطار أنفا القديم) حيث تتوقع السلطات توظيف 35 ألف شخص في المنطقة المالية منهم الثلثين سيعملون في الأنشطة المالية والمصرفية المرتبطة بالسوق المالي الأجنبي .

لتحقيق هذا المبتغى أشرف الملك -بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية- على دفن مطار أنفا القديم الذي كان في العهد الماضي يضم منشآت عسكرية محطة لوجستيك لاستقدام القوات العمومية لإخماد الانتقاضات الحضرية بالدار البيضاء. إذ رغم حاجة الدار البيضاء إلى وعاء عفاري ينعش تنميتها الحضرية، فإن التخلي عن مطار أنفا كانت تتحكم فيه اعتبارات أمنية، بالأساس، إلى أن تولى الملك محمد السادس الحكم وقلب المعادلة عبر تسخير 350هكتار (وعاء المطار) لما يدر النفع والثروة ليس على البيضاء وحدها ، بل وعلى المغرب ككل .

وحين تم استقدام سعد الإبراهيمي ليتولى مهمة هيكلة وتقعيد أسس القطب المالي، لم يقع الاعتراض من طرف المراقبين أو تقع حملة للتشويش على الرجل، لسبب بسيط: وهو أنه من محيط المال الاقتصاد وخبر دهاليز الأسواق المالية.

لكن الصدمة ستصعق الرأي العام على هامش الزيارة الملكية الحالية للصين، حين تداول الرأي العام أنباء بشأن القضية التي ورط فيها سعد الإبراهيمي الوفد الرسمي المغربي ببكين.

فما يروج أنه قدم جواز سفر فرنسي (بحكم أنه حامل للجنسية الفرنسية)، ومن قائل أنه لم ينجز التأشيرة كمغربي قبل سفر الوفد الرسمي مع الملك.

وأيا كان المبرر، "فالفأس وقعت في الرأس"، كما يقال.

فالمغرب يواجه أشرس حملة لبتر الصحراء عن ترابه تقودها بعض الأطراف بالولايات المتحدة الأمريكية والجزائر وجزء من اللوبيات البريطانية أيضا، مما جعل الملك يعلن في خطاب الرياض (القمة الخليجية المغربية) عن حقائق صادمة بشأن خيانة بعض الحلفاء، وهو ما استدعى من المغرب في شخص محمد السادس -تنويع سلة المغرب الديبلوماسية مع قوى عظمى أخرى (روسيا والصين والهند) حتى لا يبقى بيض المغرب كله بيد أوربا وأمريكا.

الموظف البسيط في أسفل سلم الإدارة المغربية يعي هذه الحقائق، فما بالكم بمسؤول سامي جدا يفترض أن يكون هو الأكثر تطرفا في الدفاع عن روح الخطاب الملكي  وعن هذا التوجه الجديد للبلاد.

لا يهمنا في واقعة الإبراهيمي (الفيزا والباسبور، مع المعذرة للمغني الستاتي) أو جنسيته المزدوجة، فأيا كان العذر فهو أقبح من الزلة.

فإن كان الإبراهيمي قد قدم جواز سفر فرنسي وهو يرافق ملك البلاد إلى الصين فهذه فضيحة كبرى، وإن كان يرافق الملك دون إنجاز الإجراءات الخاصة بالتأشيرة على الجواز المغربي، فهذه مصيبة أعظم، تظهر الاستهتار وعدم أخذ الأمور بالجدية اللازمة، وكأنه ذاهب إلى نزهة في يخت بمارينا سمير أو لاس بالماس، وليس ذاهبا  إلى قوة عظمى نأمل أن تعضدنا في ملف الصحراء.

لكن الأخطر من ذلك أن شرط وجود القطب المالي بالبيضاء هو الشفافية (شفافية الأخبار وإطلاع المتعاملين بكل المعطيات)، وهو الشرط الذي داس عليه سعد الإبراهيمي في نازلة بكين ولم يصدر بيانا رسميا يخبر الرأي العام بحقيقة الأشياء.

فهل أنت يا الإبراهيمي "معانا أم مع فرنسا"؟

و"هل أنت مع مغربية الصحراء أم مع لهف فلوس المغرب"؟

نريد الجواب حالا، وإلا إرحل من المغرب ومن كازا.