أجلوا حوادث السير بحد السوالم حتى إشعار آخر.. والسبب؟!

أجلوا حوادث السير بحد السوالم حتى إشعار آخر.. والسبب؟!

لأن المدينة اسمها حد السوالم، ولأنها في عرف المغاربة محطة عبور بين مدينتي الدارالبيضاء والجديدة يقصدها العابرون للتسوق والاستراحة لأكل الشواء، ولأنها المدينة التي مازالت لم تنفض عنها طابع البداوة، رغم أنها تعد الان مضخة صناعية وتسمن خزينة الدولة بعائداتها الضريبية، ولأنها القطب الحضري الذي يتمطط وتتشعب شرايينه في غفلة عن الأعين.. فيمكن توقع كل شيء يحدث في هذه المدينة التي لا تعزف فيها إلا الألحان الحزينة ولا تصدر إلا أخبار الحوادث والعجائب.

فلا عجب إذن أن تقع حادثة سير، مميتة أم غير مميتة، ولا تحضر سيارة الإسعاف لنقل المصابين في كلتا الحالتين، لأنها "محجوزة" مسبقا في ملعب كرة القدم.

لذا وجب تحذير كل سائقي السيارات والدراجات، وكل المتهورين والذين يقودون بسرعة جنونية، أن يؤجلوا ارتكاب حوادث السير إلى ما بعد يومي السبت والأحد، لأن مدينة السوالم، المدينة الغنية برأسمالها البشري والاقتصادي والصناعي والفلاحي، لا تتوفر إلا على سيارة إسعاف يتيمة وهي في شبه اعتقال بأحد الملاعب التي تجري فيها مباراة في كرة القدم يشارك فيها فريقها المحلي.

ولعل حادثة السير التي وقعت اليوم بحد السوالم إثر اصطدام حافلة بسائق دراجة "فضحت" المستور، وعرت الحقيقة التي لم يجهر بها أحد، وهي أن حد السوالم، المدينة التي تحتضن 40 ألف نسمة، وتحتضن المصانع والمدارس والإدارات العمومية والشركات، لا تتوفر إلا على سيارة إسعاف وحيدة.

انتهى الكلام، ويكفي هذا المؤشر لنقدم واجب العزاء لحماة هذا الوطن، ولكل من لا يبيعون إلا الكلام...