عبد السلام برماكي: نتمنى من حكماء هذا الوطن أن يفرملوا هيجان رئيس الحكومة بنكيران

عبد السلام برماكي: نتمنى من حكماء هذا الوطن أن يفرملوا هيجان رئيس الحكومة بنكيران

تبعا لقرار المركزيات النقابية الخمس المرتبط بتنظيم مسيرة عمالية ذات بعد وطني يوم 10 أبريل الجاري، واستحضارا للمسار النضالي الذي وسم فترة حكومة بنكيران بالعديد من التراجعات على جميع المستويات، ولملامسة أهمية الصيغ النضالية التي سطرتها الحركة النقابية المغربية لتحصين مكتسبات الشغيلة المغربية والدفاع عن حقوقها. وجهت "أنفاس بريس" سؤالا بهذا الخصوص لعضو المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبد السلام برماكي: ما هي الدواعي والأسباب التي جعلت المركزيات النقابية الخمس تحتكم مرة أخرى للشارع المغربي، وهل هناك أمل يلوح في الأفق للعودة لطاولة الحوار وحلحلة الملف المطلبي للشغيلة المغربية في شموليته؟؟ فكان جوابه كالتالي:

"حكومة بنكيران لم تتنصل فقط من التزاماتها تجاه النقابات فحسب، بل تنصلت من التزاماتها مع الشعب المغربي وأنت ترى واقع الحال.. فهذه الحكومة أوتي بها لكي تنفد مجموعة من القرارات الخطيرة منها ما هو مرتبط بالمؤسسات المالية كصندوق النقد الدولي الذي جاءت مديرته لغات لكي تفتي شروطها على بنكيران فأجابها بالطاعة، وهكذا طبق رفع الدعم عن صندوق المقاصة وكذا رفع اليد على التشغيل بالقطاع العام وضرب المدرسة العمومية والصحة وإصلاح التقاعد كذلك، بل أصبح مطيعا حتى إلى لوبيات الباطرونا والرأسمال المغربي المتوحش.. لكل هذا فقد تجاهل كل مطالب النقابات واعتبر الحوار ما هو إلا استشارة أو كما يقال حوار الطرشان لتأثيث الفضاء وتسويق أن هناك حوارا، بل الإخلال التام بكل الالتزامات السابقة كاتفاق أبريل ومخرجاته.. وهذا جلي رغم تبجح وزرائه وكلامهم عن الحوار.. هل كانت هناك تسوية لأي مطلب مند بداية ولايته، بل تجاهله حتى على إشراك النقابات في اللجن التقنية المسؤولة عن دراسة ملفات الحماية الاجتماعية من تقاعد وتغطية صحية.

ومجمل القول لقد أخل بكل الالتزامات تجاه النقابات، بل وصل به وبحواريه الأمر إلى القذف والسب في الحركة النقابية وفي الحركات الاجتماعية بمبدأ الغلبة والاستبداد والتجاهل. ونتمنى من حكماء هذا الوطن أن يفرملوا هيجان بنكيران لأن مصالح الوطن بعيدة عن العبث والمغالاة، وأن تحضر المصلحة الوطنية عندهم والخوف عن مستقبل المغرب وتخفيف الاحتقان الاجتماعي بفتح حوار جاد مع النقابات وكذا حل كل الملفات العالقة بدءا بملف الطلبة الأساتذة، وكذا ملف حقوق الإنسان وعودة الأمل إلى المغاربة جميعا، وإلا سندخل لا قدر الله في نفق جديد.. والتاريخ علمنا أن أكبر المشاكل هي توجه حكومة ضعيفة نحو غايات الرأسمال الوطني والدولي ضدا على مصالح الطبقات الشعبية.