ثانيا: الأكاذيب المضللة لإعلام الجزائر والبوليساريو :
كعادتها منذ 54 سنة في اختلاقالأكاذيب التي جعلت الجزائر معزولة عن العرب والمسلمين، انبرت وسائل الإعلام الجزائرية إلى تشويه الحقائق واختلاق مفاهيم خاصة بها وتحريفتصريحات بان كي مون نذكر منها أمثلة :
ثالثا : زيارة بان كي مون دعاية إعلامية موجهة للشعب الجزائري قبل غيره :
بلا خجل ولا وجل ولا حياء استغل حكامالجزائر من أعلى سلطة في الجزائر قد تكون هي بوتفليقة ( والله أعلم ) إلىوزير الخارجية رمطان لعمامرة وعبر جهاز البروباغاندا الإعلامي الجزائري ،استغلوا زيارة بان كي مون للدعاية لنظامهم المدمر ، فبوتفليقة لم يجد منيمجد منجزاته التخريبية للجزائر طيلة 16 سنة من حكمه فاستغل هو وزبانيته زيارة بان كي مون ليستعرضوا عليه ما حققه بوتفليقة من إنجازات تاريخية حتىتعترف الأمم المتحدة له بالفضل على الشعب الجزائري ، نعم فضلهم على الشعبالجزائري ، فقال لعمامرة وكل أجهزة الدعاية في الجزائر أن الفضل يرجع لبوتفليقة في الوئام المدني في الجزائر وفي نشر الديمقراطية وحقوق الإنسانفي الجزائر دون أن ينسوا (الدستور الممنوح) الذي وهبه قائد البلاد تفضلامنه على الشعب الجزائري دون أن يعطوه حق الاستفتاء على هذا الدستور بنعم أولا... ومتى كان للشعب رأي في بلاد الجزائر؟.... كما استعرضوا أمام بان كيمون المنجزات الجبارة التي حققها منقذ الجزائر في الداخل كما في الخارجحيث كان له الفضل أيضا في استثباب الأمن في شمال مالي بتوفير تنمية اجتماعية لشباب مالي (دون شباب الجزائر)... وهو يعمل اليوم جاهدا علىإعادة الأمن والهدوء إلى ليبيا بفضل منع أي تدخل أجنبي في ليبيا وترك الشعبالليبي إلى قدره يقرر مصيره بنفسه حتى تنقض عليه داعش وتفرقه شذر مدرويهاجر إلى الجزائر أو إيطاليا أو غيرها... فهل جاء بان كي مون للجزائرليطلع على منجزات صاحب ثلاث عهدات في الجزائر وتبذير 800 مليار دولار هباءمنثورا يتحسر الشعب الجزائري يوميا على ضياع فرصته الثمينة في التنميةالاجتماعية مرددا : يا ليت ثمن البترول يعود إلى سالف سعره حتى نستفيدمنها مرة أخرى !!! .. إن حكام الجزائر يبحثون عن أي قشة يتعلقون بها لتمريرحبوبهم المنومة للشعب والكذب عليه بأنهم خدموا البلاد والعباد وأنهم ماضونفي تنمية الجزائر بشهادة بان كي مون ، وهم لا يعرفون أن الشعب قد وعىحقيقة خذلان حكامه له وفشلهم في تطوير معيشتهم نحو الأفضل طيلة 53 سنة ... فهل يتذكر بان كي مون ظروف زيارته الأولى لعله يتعظ؟
رابعا: أكذوبة الأراضي المحررة (هل خرق بان كي مون وقف إطلاق النار؟(
في منطقة بئر لحلو ساقوا بان كي مونإلى خيمة صغيرة واطئة يكاد سقفها يلمس الأرض وقد جلس داخلها بضعة نساءوبضعة أطفال ، خيمة بنيت على عجل ، خيمة تعيسة مؤثثة بِخِرْقَةٍ سَرَقَتْألوانالشعب الفلسطيني ، خرقة بئيسة هي رمز لتفرقة عائلات صحراوية طيلة 40سنة ، ولم نَرَ فيما تسرب من زيارة بان كي مون ( للأراضي المحررة وعاصمتهاالمؤقتة بئر لحلو ) سوى هذه الخيمة البئيسة ولم تستطع الكاميرات أن تصورغيرها ، لماذا ؟ :
أين محمد الأمين البوهالي وزير البناءوإعمار ( الأراضي المحررة ) ؟؟؟ أين كان حتى يقدم لبان كي مون البنيةالتحية التي سهر على إنجازها في هذه الأراضي المحررة ؟ من مطارات وطرقوقناطر و شوارع ومدارس ومستشفيات ومشاريع تنموية ضخمة في ( الأراضي المحررة ) ويقدم له المبالغ المالية التي أنفقها على هذه المشاريع الضخمة ... فهذا البوهالي لم يفلح في الحرب مع المغرب حيث لا يزال وجهه يحمل آثاراللعب الذي لعبه الجيش المغربي فيه ، ولم يفلح في بناء حتى ( منزل صفيحي إنكان له الحق في ذلك ) يقدمه لبان كي مون كإنجاز يفتخر به أمام الأممالمتحدة ، لن يستطيع ذلك ، لأن المنطقة هي حزام منزوع من السلاح حسباتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين المغرب والجزائر والبوليساريووموريتانيا عام 1991 ، ويُمْنَعُ على أي أحد أن يقيم في هذا الحزام ولايمكن للأمم المتحدة أن تخطئ وتعترف بأن تلك الأراضي التابعة للأقاليمالجنوبية المغربية هي أراضي تحت سيادة البوليساريو لسبب بسيط وهو أن الأمينالعام للأمم المتحدة لا يمكن له أن يخرق الهدنة ووقف إطلاق النار بنفسه ،فهل خرق بان كي مون وقف إطلاق النار ؟ منحق المغرب أن يتهم بان كي مون بخرق وقف إطلاق النار مع البوليساريو لو بداله ذلك سيضع الجزائر والبوليساريو والأمم المتحدة في حيص بيص ، لكن المغربيعرف أن مسرحية ( الأراضي المحررة ) مجرد بروباغاندا تافهة موجهة للشعبالجزائر المغبون قبل غيره ، وأخذ المغرب زيارة بان كي مون لبئر لحلو منجانبها الواقعي وهي زيارة هذا الأخير لمقر بعثة المينورسو التابعة للأممالمتحدة الذي يوجد مقرها في بئر لحلو لا أقل ولا أكثر ، ثم إن الأكاذيبالتي تروج لها الجزائر والبوليساريو من أن بئر لحلو هي أراضي محررة ، فمتىحررها البوليساريو هل قبل بناء الجدار الأمني أم بعده ؟ ثم لماذا تفرضالجزائر على البوليساريو البقاء في تندوف وتضرب عليهم حصارا عسكريا متينا ؟فإن كان للبوليساريو أراضٍ محررة فلماذا لا يعمروها ويقطنوها ويسكونهابسلام رغم أنف الجميع ، فالفلسطينيون يتمسكون بشبر في غزة لهم لم يفرطوافيه ؟ ولماذا يسكن البوليساريو في بلاد الجزائر ولهم أرض محررة هي جزء منالوطن الأصلي ويعترفون بذلك ؟ وهل البوليساريو يحمل سلاحا في هذه المنطقةلحمايتها ؟ إنه الكذب الصراح، لا يمكن للبوليساريو حمل قطعة سلاح في هذهالمنطقة المنزوعة السلاح لأنه لا وجود لمنطقة محررة أصلا هناك الحقيقة أن أراضي بئر لحلو المحررة هيأكذوبة صنعتها تخاريف أجهزة البروباغاندا الجزائرية وصدقها الفكر التافهللبوليساريو وروج لها في مخيمات الذل والعار ....
خامسا :المغرب يصب "سطل ماء بارد" على زيارة بان كي مون للجزائر وتندوف
أحس حكام الجزائر وبيادق البوليساريوبتفاهة الزوبعة في فنجان التي جعلوا منها حدثا استثنائيا والتي يعلم اللهكم أنفقوا عليها ، أحسوا بتفاهتهم من خلال اللامبالاة وعدم اهتمام المغرببذلك بل واحتقار النذالة التي وصلت إليها اعقول حكام الجزائر في التعاطي معهذا الملف الذي يحتاج لإبداع حل حقيقي واقعي يتفهم معاناة ساكنة مخيماتالذل بتندوف وليس بالشطحات البهلوانية وفقاقيع الأخبار التي تنطفئ قبل رؤيتها ...
أراد حكام الجزائر لزيارة بان كي مونأن تكون دعاية إعلامية موجهة للداخل قبل كل شئ .. وأرادوها انتصاراللدبلوماسية الجزائرية فكانت مسخرة ومهزلة مضحكة على جميع المقاييس ،وأرادوها تشويها لسمعة المغرب لكن المغرب صبَّ على حكام الجزائر وأمين عامالأمم المتحدة" سطل ماء بارد " أولا حينما طوح بتاريخزيارة بان كي مون للمغرب إلى يونيو 2016 إن سمح له بذلك ولم تتغير الظروفبعد 30 أبريل 2016 الموعد السنوي لقرار مجلس الأمن حول الصحراء منذ 35 سنة خلت... ثانيا حينما لم تحرك فيه حركات حكام الجزائر شعرة ولم يسقط في استفزازاتهم المجانية وتركهم مع أمينهم العام يخبطون في تصاريحهم وتزويرالحقائق التي تمشي على الأرض تقفأ عيونهم .
تنبه المغرب لمناورات بان كي مون وهويستعد لمغادرة الأمانة العامة للأمم المتحدة في نهاية السنة ، فجر البساطمن تحت قدميه بعد أن رفض استقباله سواء في الرباط أو في عيون الساقيةالحمراء ... بان كي مون رفض زيارة العيون حينما كان فيها ملك المغرب فسافرهذا الأخير إلى فرنسا في رحلة استشفائية وطوح بتاريخ زيارة بان كي مون إلىالمغرب إلى يونيو 2016 ...فبماذا أفاد بان كي مون القضية بزيارته للجزائرومخيمات تندوف وبئر لحلو؟
أراد حكام الجزائر أن يَصُبَّ المغربُجامَّ غضبه على هذه الزيارة فكان أن صبَّ عليهم سطل ماء بارد ، وتركهمينظرون لبعضهم البعض ويفكرون في الحركة التالية التي سيتحركها المغرب علىرقعة الشطرنج التي يلعبها أحسن منهم ... لن يستطيع البوليساريو أن يقوللساكنة المخيمات أن المغرب له الحق أن يطرد المينورسو من أراضيه ثم ينقضعلى بئر لحلو في رمشة عين !!!
عود على بدء
من هو أمين عام الأمم المتحدة؟...هوعلى حد قول إخواننا المصريين "فزاعة لا بتهش ولا بتنش"... ولايجب أن ننسى قولة بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق حينما قال فيبرنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة : " الدرس الذي تعلمته من وجودي على رأس الأمم المتحدة بعد أن طردوني منها عام 1997 هو :لا يستطيع الأمين العام للأمم المتحدة أن يلعب دورا قياديا وأن الدول الكبرىوعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسيطر على هذه المنظمة ويجب على الأمين العام أن يكون بمثابة الموظف داخل هذه المنظمة "...
الكلام اليوم موجه لشباب البوليساريوالمُشًرَّد في المخيمات وفي الشتات: إذا كان لحكام الجزائر أجندة عدائية بينهم وبين المغرب منذ حرب الرمال عام 1963، فأنتم اليوم وقود هذا العداء المستعر إلى يوم القيامة ولتعلموا أن الشعب الجزائري نفسه لم يجد خيرا في هؤلاء الحكام، فكيف تطمعون في أن تفكر العصابة الحاكمة في الجزائر في مصالحبضعة آلاف من الصحراويين ، أبدا فهم لا ولن يفكروا فيهم إلا كوقود للحرق فيمعركة الصراع الجهوي مع المغرب. إن أعداء المغرب هم حكام الجزائر وحلفاء حكام الجزائر – على قلتهم - والأمم المتحدة بعد أن انحاز أمينها العام إلىالطرح الانفصالي .. فالعقلاء يعرفون أن هذه القضية مسجلة في الأمم المتحدة تحت البنذ السادس الذي لا يلزم أي طرف في النزاع على شئ لا يرضاه جميع الأطراف، وكل قرار يجب أن يؤخذ بتراضي جميع الأطراف، وبان كي مون بانتفاضة المحتضر هذه يعلم جيدا أن مدة صلاحيته قد انتهت وأنه مذنب في حقالشيوخ والأطفال الذين يعانون في مخيمات الذل والعار، لكنه بدل أن يترفع عن أنانيته وحقده الشخصي على المغرب ويفكر في اقتراح حل إنساني عاجل لمعاناة المحتجزين في مخيمات تندوف، أبى إلا أن يصر على تمطيط معاناة اللاجئين في مخيمات تندوف فأعاد – بتصرفه الأرعن - الملف إلى نقطة البداية قبل 25 سنة .. ولا تنتظروا من الجزائر أو الأمم المتحدة خيرا ...
ما هي قيمة نزاع الصحراء أمام تدمير دول كسوريا والعراق وليبيا واليمن لبنان في الطريق، وأمام معضلة الإرهاب المتفشي في العالم ومعضلة الهجرة التي أصبحت بالملايين؟ ومن أوصل العالم لهذه الكارثة سوى الكركوز المدعو بان كي، ففي عهده أصبحت منظمته صفراَ على اليسار، فلا تفرحوا بأكاذيب حكام الجزائر على الشعب الجزائري قبل غيره .وما يمكن أن تستبشروا له هو أن بان كي مون ومن سيأتي بعده إضافة إلى إصرارحكام الجزائر على السير ضد أي مبادرة للتخفيف عن معاناة اللاجئين في تندوفهو أن الأمم المتحدة لا تريد توضيح الأمور بل تترك الغموض يلف كل شئ ( مثلالوضعية القانونية لبئر لحلو ) حتى يصطاد الأشرار في المياه العكرة .