الحق في ولوج المساجد معطل في مدينة وزان

الحق في ولوج المساجد معطل في مدينة وزان

"إن المملكة المغربية، الدولة الموحدة، ذات السيادة الكاملة، المنتمية إلى المغرب الكبير، تؤكد وتلتزم بما يلي: ... حظر ومكافحة كل أشكال التمييز بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو الثقافة أو الانتماء الاجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو الإعاقة أو أي وضع شخصي، مهما كان...". تذكرت هذه الفقرة من تصدير دستور يوليوز 2011، وأنا أتابع في الأيام الأخيرة مشهدا يمس بكرامة الإنسان، ويكرس التمييز السافر بسبب الإعاقة بين المصلين والمصليات. لم يكن المشهد الذي هز كياني وحفزني على دق جرس المساواة، لعل آذان الإدارة القيمة على الشأن الديني تلتقطه، فتسارع لملاءمة بنايات مساجد وزان مع روح دستور الحقوق، (لم يكن المشهد) غير الحالة النفسية المدمرة التي كان عليها مواطن، وهو يردد لا حول ولا قوة إلا بالله ، بعد أن حرمه مدخل مسجد محمد السادس، الواقع بحي العدير، من أداء فريضة صلاة العصر، لا لشيء إلا لأنه في وضعية إعاقة.

الخدمات التي توفرها الفضاءات والمرافق والبنايات العمومية (المساجد واحدة منها) للمواطنين والمواطنات، بقوة التشريع الوطني الأسمى، وجب أن تقدم لهم ولهن على طبق المساواة. ومن أجل ذلك كانت المؤسسة التشريعية قد بادرت وصادقت على القانون 03/10 الخاص بالولوجيات التي تقبر إلى الأبد التمييز على أساس الإعاقة بين الأشخاص الذين هم في وضعية إعاقة. وبادرت إدارات عدة (بناية القباضة البلدية المجاورة لمسجد محمد السادس نموذجا) بملاءمة بناياتها مع هذا القانون، ومع المقاربة الحقوقية التي هب نسيمها على المملكة المغربية مطلع القرن الجاري.

المسجد المذكور، بالرغم من توفر إمكانية مصالحة فضائه الخارجي مع حق ولوجه من طرف كل المصلين والمصليات على قدم المساواة، وبعيدا عن أي شكل من أشكال التمييز (الإعاقة)، وبالرغم من أن عملية التأهيل التي خضعت لها البناية في الثلاث سنوات الأخيرة بكلفة مالية عالية، وبالرغم من توافد حشود كبيرة من الراغبين والراغبات لأداء شعيرتهم الدينية برحابه، وبالرغم من أن عملية جعله والجا في وجه الأشخاص في وضعية إعاقة غير مكلفة ماليا، فإن الجهة المختصة المكلفة بتدبير الشأن الديني إقليميا، ومع كامل الأسف، مازالت معطلة للمقاربة الحقوقية، تعلق الأمر ببناية هذا المسجد، أو مساجد أخرى بإقليم وزان، يعاني من شكلها الهندسي التمييزي، الأشخاص في وضعية إعاقة، الراغبين والراغبات ولوجها من أجل أدائهم/هن مع الجماعة ركنا من أركان الإسلام الخمسة، ألا وهو ركن الصلاة.