"لبيجيديون" بالبيضاء يستلذون استخلاص رسوم الدفن بالمقابر ويمتنعون عن دعمها

"لبيجيديون" بالبيضاء يستلذون استخلاص رسوم الدفن بالمقابر ويمتنعون عن دعمها

على الرغم من أن الحديث عن مقابر المغاربة، أي المسلمين، وحالتها يستدعي صفحات وصفحات لما يعتريها من خصاص، بل حتى الموجودة منها تعاني الأمرين في غياب العناية والاهتمام اللائقين، غير أن المواطن ظل يحتفظ بأمل التفاتة جدية للمسؤولين في كل وقت وحين، عسى أن يقتنعوا يوما بأن للأموات أيضا حقوق، قبل الحديث عن ذويهم ومُناهم في أن يزوروا الراحلين عنهم وهم بين ظروف إنسانية على الأقل.

بيد أن المفجع في الموضوع هو بروز ملامح سقوط ذلك الرجاء في الركن المنسي من ذاكرة القائمين بشأنهم، بعد أن صدر مؤخرا عن مجلس مدينة الدار البيضاء، وعلى رأسه العمدة "البيجيدي" عبد العزيز العماري، رفض متعنت لتخصيص أي دعم من أجل صيانة المقابر المستغنى عن خدمات الدفن بها، والامتناع عن مد يد العون لإصلاحها مما ترزخ فيه من أزبال ونفايات، حتى أنها أصبحت مرتعا مفضلا للمتسكعين والمتشردين وقطاع الطرق لممارسة هواياتهم في العبث والاعتداء.

والمثير المقلق هو أن مجلس المدينة مازال يحرص على استخلاص عائدات دفن الشخصيات المهمة، إذ يوظف محاسبا ومحافظا لهذا الشأن كما هو حال مقبرة "الشهداء"، في غير مبالاة للأصوات المنددة  بالوضع المتردي، وكأنها تطالب بالمستحيل أو الخارج عن نطاق الحلال المشروع بإقرار القوانين الوضعية وقبلها السماوية.