هل نجحت الأحزاب السياسية المشاركة في قمة جوهانسبورغ في توظيف الدبلوماسية الحزبية لخدمة المصالح الوطنية؟

هل نجحت الأحزاب السياسية المشاركة في قمة جوهانسبورغ في توظيف الدبلوماسية الحزبية لخدمة المصالح الوطنية؟

قد يقول البعض أن السؤال سابق لأوانه بحكم أن الدورة السابعة لمنظمة المدن الإفريقية والحكومات المحلية مازالت في بدايتها، ومازال الحديث عن تحقيق الأهداف سابق لأوانه. بالمقابل فإن هناك اتجاه يعتبر السؤال مشروعا لإعتبارات ثلاث نوردها كالآتي: أولا: ضخامة الوفد المغربي أكثر من 80 عضوا يمثلون مختلف جهات المملكة ومن جميع الألوان السياسية ومؤسسات الدولة وهيئات مجتمعية ، وبطبيعة الحال صرفت الجهة المشرفة وهي وزارة الداخلية، مبالغ مهمة من أموال دافعي الضرائب ( مصاريف التنقل بالطائرة ذهابا وإيابا، وكل الأمور اللوجستيكية الأخرى كي تمر إقامة الوفد المغربي في أحسن الظروف) وبالتالي لن يتقبل أي أحد أن لا تحقق المشاركة المغربية أهدافها. ثانيا: المنحى الذي اتخذته السياسة الخارجية لبلادنا والتي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، داخل البعد الإفريقي. وبالتالي فإن المشاركة في هذه القمة هي تأكيد وتفعيل للسياسة الملكية في اتجاه إفريقيا. ثالثا: أن هذه القمة من شأنها -وطبعا إذا أحسن الوفد المشارك استغلالها- أن تتيح للمغرب فرصة ذهبية في تقوية علاقاته مع الدول الإفريقية الأنجلوسكسونية، والتعريف بالتجربة المغربية في مجال الديمقراطية المحلية، واللامركزية، والاستفادة من تجارب دول أخرى رائدة كجنوب إفريقيا وتحسين العلاقات الدبلوماسية معها.

بالنسبة لعبد الصمد السكال، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، فإن الهيئات السياسية عندما تكون في الخارج يكون الجميع جنود مجندين لخدمة الوطن ويتحد الجميع للدفاع عن مصالحه، بالمقابل - يضيف السكال- هذا لا يمنع أن تتحرك الأحزاب بشكل منفرد وتستعمل ورقة الدبلوماسية الحزبية لتدعيم الدبلوماسية الرسمية بما يخدم المصالح العليا للوطن . وكشف القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن أعضاء الحزب من رؤساء الجهات والعمداء ورؤساء الجماعات،المشاركون في أشغال القمة السابعة بجوهانسبورغ، عقدوا مجموعة من اللقاءات مع الوفود الإفريقية وذلك في إطار تعزيز التعاون مع المدن التي يسيرها حزب العدالة والتنمية، كما ستعقد لقاءات في الأيام القادمة أهمها اللقاء الذي سيتم مساء يوم 1 دجنبر الجاري مع قيادات في الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا. حزب الأصالة والمعاصرة بدوره حرك آلته الدبلوماسية الحزبية إذ علمت "أنفاس بريس" ، أن إلياس العماري، القيادي في حزب الجرار ورئيس جهة طنجة تطوران الحسيمة، من المنتظر أن يعقد جلسة عمل مساء اليوم ، مع وزير داخلية جنوب إِفريقيا وعمدة مدينة جوهانسبورغ ، المرشح لانتخابات رئاسة منظمة الحكومات المحلية الإفريقية. وجوابا على سؤال "أنفاس بريس" هل قام وفد حزب الحركة الشعبية المشارك بقمة جوهانسبورغ، بتوظيف علاقاته مع عدد من دول القارة السمراء، وحرك آلته الدبلوماسية الحزبية لخدمة أهداف المغرب؟

أجاب محمد العنصر، الأمين العام للحزب،ورئيس جهة فاس تاونات أن الدورة تعرف حضور عدد كبير من رؤساء المجالس المنتخبة من الحركة، في قمة جوهانسبورغ، مبرزا أن المنتخبين الحركيين قاموا بدورهم وعقدوا مجموعة من اللقاءات مع نظرائهم الأفارقة، بل منهم من أخذ المبادرة ويحضر لتوأمة مدينته أو جماعته مع مدن إِفريقية أخرى.