دراسة أكاديمية تكشف اختلال الحياد في تعليق عصام الشوالي على مباراة المغرب والأردن خلال نهائي كأس العرب

دراسة أكاديمية تكشف اختلال الحياد في تعليق عصام الشوالي على مباراة المغرب والأردن خلال نهائي كأس العرب حميدة الجازي والمعلق الرياضي عصام الشوالي
قدمت حميدة الجازي، باحثة في سلك الدكتوراه تخصص علوم الترجمة والإعلام والتواصل، قراءة نقدية في أسلوب المعلق الرياضي عصام الشوالي خلال المباراة النهائية لكأس العرب التي جمعت المنتخبين المغربي والأردني، معتبرة أن التعليق الرياضي المعاصر تجاوز دوره الوصفي ليصبح فاعلا مؤثرا في تشكيل وعي الجماهير وصناعة السرديات الرياضية.

وتوضح الجازي في تحليلها أن المعلق لم يعد ناقلا محايدا للأحداث، بل أصبح جزءا من المنظومة الاتصالية التي تؤثر في المتلقي عبر اللغة ونبرة الصوت والاختيارات اللفظية، محذّرة من أن أي انزياح طفيف في الخطاب قد يخلق انطباعا عاطفيا منحازا لدى الجمهور دون أن يدرك ذلك.

وترى الباحثة أن من أبرز مظاهر الانحياز التي رصدتها في أداء الشوالي الإكثار من ذكر اسم المنتخب الأردني مقارنة بالمغرب، معتبرة أن هذا الأسلوب يدخل في ما يسمى بـ«الإبراز» في تحليل الخطاب، أي رفع حضور طرف على حساب آخر في وعي المشاهد. 
كما لفتت إلى استخدام عبارات ذات حمولة رمزية مثل “النشامى لا يستسلمون”، وهي، وفق الجازي، ليست جزءاً من التحليل المهني، بل تنتمي إلى خطاب عاطفي يؤطر الأداء في قالب وطني وقيمي.

وأضافت أن الاختلاف اللغوي في توصيف أداء الفريقين شكّل بدوره مؤشراً على ميل في التقييم، حيث استُخدمت أوصاف إيجابية للفريق الأردني كالإصرار والشراسة، في حين حُصرت أفعال المنتخب المغربي في عبارات مثل التراجع أو التوتر. وترى الباحثة أن هذا يدخل ضمن ما يسمى بـ«التقييم غير المتناظر».
 
كما رصدت الدراسة ما أسمته «الانحياز في لغة الاحتمال»؛ إذ يُقدِّم الشوالي فرص المنتخب الأردني بلغة يقينية مثل “الهدف قادم”، بينما تُقدَّم فرص المغرب بصياغة يشوبها الشك. هذا الفارق، كما تقول الجازي، يولد انطباعا غير واع بالتمايز بين الفريقين في ذهن الجمهور.ولم يغفل التحليل الجانب الصوتي، إذ أكدت الباحثة أن طبقات الصوت والانفعالات تختلف حسب هوية الفريق، حيث ترتفع نبرة الشوالي مع فرص الأردن مقابل هدوء واضح عند هجمات الخصم، وهو ما يدخل ضمن مفهوم «الانحياز شبه اللغوي».
 
واختتمت الجازي دراستها بالتأكيد على أن الانحياز في التعليق الرياضي ليس دائما متعمدا، بل يمكن أن يظهر من خلال التكرار والتأطير واختيار المفردات ونبرة الصوت وانتقاء المعلومات، محذّرة من أن اجتماع هذه العناصر في مباراة واحدة يحوّل التعليق من أداء مهني إلى خطاب مؤثر يميل لاشعوريا نحو طرف دون آخر.