محمد حمضي: المعلمة الدولية تحصد جائزة جديدة وتصالح جمعيات أمهات وآباء التلاميذ مع أدوارها

محمد حمضي: المعلمة الدولية تحصد جائزة جديدة وتصالح جمعيات أمهات وآباء التلاميذ مع أدوارها الأستاذة المغربية فاطمة الزهراء المهدون
قبل سنتين، وفي عز الاحتقان الذي عاشته المدرسة العمومية لشهور، نجحت أستاذة مغربية ، ومن قلب عاصمة الهند ، بعث رسالة قوية لصناع القرار بوزارة التربية الوطنية ، مفادها أن المدرسة العمومية رغم حزمة التحديات التي تواجهها ، قادرة على فتح أكثر من فجوة لحجز موقعها بين الكبار .
 لم يكن الحدث الدولي الذي رفرف فيه العلم الوطني عاليا ، بعاصمة بلاد الزعيم مهاتما غاندي ، غير صعود المغربية فاطمة الزهراء المهدون ، منصة التتويج لتسلم جائزة " المعلمة الدولية ".
من التفاصيل التي لم يعلم بها إلا محيط ضيق للمُتوجة المغربية التي نسجت هذا التتويج الدولي بخيوط الابداع والاجتهاد في الحقل التعليمي ، أنها تحملت نفقات السفر على حسابها الخاص ....! نعم ...و انتهى الكلام ...
 سياق هذا التذكير له علاقة مباشرة بالنسخة العاشرة لجائزة تميز المرأة المغربية ، التي أطلقتها وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة ، واختارت لها شعار " المرأة المغربية إبداع وريادة "
 يوم 15 دجنبر ، و بمناسبة حفل التتويج الذي احتضنت فقراته مدينة الرباط ، ستصعد من جديد "المعلمة الدولية" منصة التتويج ، وستتسلم جائزة تميز المرأة المغربية ، المنظمة تحت الرعاية الملكية ، بحضور وفد حكومي تتقدمه وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي و الأسرة ، نعيمة بنخلدون ، وثلة من الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين .
 

ما يجمع بين تتويج اليوم وتتويج الأمس رغم اختلاف السياقات ، هو الإرادة والاجتهاد ، ولمسة تاء التأنيث التي لازالت أصوات نشاز ببلادنا تدعو لحجز أدوارها ، في الانجاب و المطبخ وخدمة سي السيد .  وما شد الانتباه هو التتويج الاستثنائي لجمعية أمهات وآباء التلاميذ بعد أن كانت هذه الجائزة تنفرد بها الجمعيات والتعاونيات التي تجعل من الحقل الاجتماعي والتضامني مجالا لها .  
 جائزة اليوم التي تسلمتها أستاذة الفلسفة فاطمة الزهراء المهدون ، حصدتها جمعية أمهات وآباء التلاميذ بمدرسة حسن العرائشي بجماعة الساحل بإقليم العرائش . جمعية ليست رئيستها غير المعلمة الدولية.
  المنتوج الذي ساهمت به الجمعية في هذا التباري الوطني الذي ينتصر للمرأة المغربية ، وحاز على الاختيار من ضمن 718 مُشارَكة تغطي التراب الوطني ، يتعلق بمشروع " أصوات رائدة من أجل مستقبل للفتاة بجماعة خميس الساحل " تشتغل عليه جمعية أمهات وآباء التلاميذ المذكورة من منتصف الموسم الدراسي الفارط .
  المشروع الحاصل على الجائزة الوطنية، وفق ما صرحت به لجريدة " أنفاس بريس " ، رئيسة جمعية أمهات وآباء التلاميذ ، فاطمة الزهراء المهدون ، من بين الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها نذكر : تعزيز التعليم لدى الفتاة القروية - محاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات - تنمية القيادة و الريادة عند الفتاة - جعل الفتاة في احتكاك مباشر بمهارات القرن 21 .
 القيمة المضافة التي حملها هذا التتويج والتي يجب الانتباه لها بشكل عميق ، هو الدعوة لمصالحة جمعيات وأمهات التلاميذ مع أدورها الطلائعية من أجل تحقيق مدرسة عمومية ذات جودة عالية للجميع ، ولن يحصل هذا إلا بالقطع مع الصور النمطية التي تختزل تحركها في دائرة الإسمنت و اصلاح إنارة المؤسسة التعليمية وما جاور ذلك ، والحضور الشكلي لرؤسائها في مجالس التدبير ، و مجالس أخرى....
 الدرس الثاني الذي حققته الجمعية ، هو التذكير بأنه كلما كانت القيادة بين يدي من منسوب وعيه ومعرفته مرتفعان ، وينتصر للمقاربة الحكامة الجمعوية ، فلن ينتُج عن ذلك إلا حصاد غلة مبهرة في كمها وكيفها من الجوائز، وبأي مجال من المجالات . صفات تلمسها عن قرب نساء و فتيات جماعة خميس الساحل ، وعموم ساكنتها في "المعلمة الدولية" فاطمة الزهراء المهدون ، المسكونة بالهم الاجتماعي البريء والبعيد عن خدمة أي أجندة ، غير استثمار مؤهلاتها ، وتجربتها،  وخبرتها ، في كل ما يسهم في خدمة الوطن ، و الجماعة الترابية حيث هي ، والمدرسة العمومية حيث تشتغل .
 الدرس الثالث الذي يمكن استخلاصه من هذا التتويج المستحق، هو أنه تتويج بمثابة نقطة نظام حمراء في وجه من ينتقص من قدرة المرأة في القيادة والريادة.
 يذكر بأن عدد الجمعيات الفائزة بالجائزة هو 36 جمعية وتعاونية ، تقودها نساء سجلن حضورهن المتميز في مجالات اشتغالهن ، ويقدر مبلغ الجائزة الذي تقدمه وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة في 6 ملايين سنتيم ، يستثمر في دعم المشاريع الناجحة .