عقدت مؤخرا حركة المهندسين اجتماعاً للمكتب التنفيذي برئاسة خليفي حميد بمقر الأمانة العامة، خصص لتدارس المستجدات الوطنية والقضايا التنظيمية والمهنية والهندسية الراهنة. وبعد النقاش خلص الاجتماع إلى ما يلي:
أولاً، في الشأن الوطني أشاد المكتب التنفيذي بالقرار الأممي التاريخي الصادر عن مجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية، وثمّن الدور الحاسم للدبلوماسية الملكية الحكيمة بقيادة الملك محمد السادس. مع التأكيد على الانخراط الفعلي للمهندسين المغاربة في دعم مسار التنمية بالأقاليم الجنوبية، وفق مقاربة جهوية متقدمة، ونموذج رائد للحكم الذاتي باعتباره آلية فعالة لترسيخ وتعزيز التنمية المستدامة.
وفي نفس السياق، تمنت حركة المهندسين القرار الملكي القاضي بإقرار يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيداً وطنياً جديداً تحت اسم “عيد الوحدة” وهو قرار ذو رمزية عميقة يجسد لحظات مفصلية وتاريخية، ويؤكد قوة التلاحم الوطني والتمسك بالوحدة الترابية للمملكة.
وتماشياً مع رمزية المرحلة، أعربت حركة المهندسين عن اعتزازها بقرار تنظيم دورة المجلس الوطني بالحسيمة
يوم السبت 6 دجنبر 2025 تحت شعار “دورة الوفاء من الريف إلى الصحراء”، والتي تأتي في إطار الدينامية التنظيمية والإشعاعية التي يقودها الأمين العام، وباعتبار هذا الموعد محطة مهمة تكرّس قيم الالتزام الوطني وخدمة قضايا التنمية والعدالة المجالية من أقصى شمال المغرب إلى جنوبه، مع التأكيد على إرادة جميع المهندسين أعضاء المجلس الوطني في المساهمة القوية في إنجاح هذا الحدث.
ثانياً، في الشأن الهندسي دعا المكتب التنفيذي إلى اعتماد نظام أساسي جديد لهيئة المهندسين والمهندسين المعماريين المشتركة بين الوزارات، بما يضمن تحسين ظروف ممارسة المهنة داخل القطاع العام وإرساء مسار مهني عادل ومحفّز .مع التأكيد على الضرورة الملحة لإحداث هيئة وطنية للمهندسين المغاربة تُعنى بتطوير وحماية المهنة، وصون كرامة المهندس واستقلاليته والارتقاء بكفاءاته العلمية والمهنية.
كما شدد على ضرورة تجويد التكوين الهندسي وإرساء استراتيجية واضحة لتطوير التعليم الهندسي في مختلف التخصصات بالقطاعين العام والخاص، بما يستجيب لمتطلبات الابتكار وسوق الشغل.
هذا ونبه المكتب التنفيذي إلى خطورة تفاقم ظاهرة هجرة الأدمغة، خاصة في صفوف المهندسين، مع الدعوة إلى وضع آليات تحفيز فعالة تضمن استبقاء الكفاءات الوطنية للمساهمة في تنمية البلاد.
ثالثاً، في الشق التنظيمي وبالنظر لحساسية المرحلة الراهنة وما تقتضيه من جدية تامة في العمل الدؤوب، قررت حركة المهندسين إطلاق مبادرة “المسار الموحَّد” كآلية مبتكرة للتفكير وصياغة المقترحات الهادفة، وخلق فضاء مفتوح لإنتاج حلول عملية تساهم في تحقيق نقلة نوعية في التأهيل الترابي وتدارك الفوارق المجالية والاجتماعية، ومعالجة المشهد المزدوج الذي يلخص واقع “المغرب بسرعتين” كما جاء على لسان الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة عيد العرش، وهي عبارة ملكية تختزل وتؤكد على أن التنمية لا يمكن أن تكون انتقائية أو مجزأة بل شاملة وعادلة ومنصفة.
وفي الختام، أكدت حركة المهندسين التزامها الثابت بصون وتقوية مكانة المهندس، وخدمة القضايا الوطنية، والمساهمة في تجسيد النموذج التنموي المنشود في مختلف ربوع المملكة.