بقلوب يملؤها الأسى، وأرواح تذوب ألماً، يتقدَّم المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمفتشات ومفتشي التعليم بأحرّ التعازي وأصدق مواساته لعائلتَي شهيدتَي الواجب المهني: المفتشة صفاء الزياني، والمفتشة شدى السرغيني لكليلي، ولكل زميلاتهما وزملائهما في هيئة التفتيش، ولأسرة التعليم برمتها. فالفقدان مضاعف، والألم عميق، والصمت تجاه سببه خيانةٌ للحق وللحياة.
لقد دفعتا روحيهما الطاهرتيْن ثمنا لتقصير مصالح المديرية الإقليمية، التي وضعت تحت تصرفهما سيارة مصلحة خالية من أحزمة الأمان.
ليست هذه حادثةً عابرة، بل هي جريمة إهمال منظم، تتحمل مسؤوليتها المباشرة وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية طنجة تطوان الحسيمة والمديرية الإقليمية العرائش. إن سياسة التقتير في صيانة أسطول سيارات المصلحة، والتراخي في تطبيق قواعد السلامة، هي سياسة موت بطيء تُمارَس ضد الموظفين.
كما ندعو التنظيمات النقابية متابعة هذا الجانب الحيوي من الحياة العملية اليومية لألوف المفتشات والمفتشين الذين تدهورت ظروف عملهم وشروط تنقُّلهم التي أصبحت ضمن مركبات أشبه بـ"صناديق الموت".
لذلك نطالب ب:
1. مساءلة قانونية فورية للمسؤولين المقصِّرين، وفرض الجزاءات، واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تكرار الفاجعة.
2. مقاطعة تامة لأية سيارة مصلحة غير مطابقة للمواصفات القانونية ولشروط الصحة والسلامة.
3. تجديد أسطول سيارات المصلحة المتهالك ورصد اعتمادات كافية لتوفير العدد الكاف ولصيانتها والعناية الدورية بها.
بناء عليه ندعو جميع التنظيمات النقابية للمفتشات والمفتشين إلى التحضير ليوم احتجاجي وطني موحَّد، نُعلن عن تفاصيله خلال الأيام القليلة المقبلة، ليكون ردًّا عمليًّا وحدويًّا على سياسة الإهمال المميتة. وحمل الشارة السوداء طيلة الأسبوع الممتد من 02 إلى 06 دجنبر الذي يصادف الاختبارات الشفوية للتوظيف حدادا على روحي الزميلتين.
لن يكون عزاؤنا كاملاً إلا بالعدالة والضمانات التي تمنع تكرار هذه المأساة.
لن نترك دماء زميلاتنا تُدفع ثمنًا لسياسات فاشلة ولإهمال المسؤولين.
الدار البيضاء في 01 دجنبر 2025 عن المكتب الوطني