تراجع التمويل يهدد جهود مكافحة السيدا.. جمعية تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى تعبئة عاجلة للموارد

تراجع التمويل يهدد جهود مكافحة السيدا.. جمعية تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى تعبئة عاجلة للموارد المهدي القرقوري رئيس جمعية مكافحة السيدا
حذرت جمعية مكافحة السيدا، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السيدا، من تهديد الجهود العالمية لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية بسبب التراجع المقلق في التمويل الدولي، داعية إلى تعبئة عاجلة للموارد للحفاظ على المكتسبات المحققة طيلة العقود الماضية.

وأكدت الجمعية في بلاغ توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، أن التقدم الكبير الذي تحقق بفضل الكشف المجتمعاتي، والمراكز الميدانية، والعلاج المجاني المضاد للفيروسات القهقرية، وأدوات الوقاية الحديثة مثل أدوية الوقاية قبل التعرض (PrEP)، أصبح مهددا نتيجة الانخفاض الحاد في الدعم المالي العالمي.

وأشار البيان إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا لم ينجح خلال اجتماعه الأخير في جوهانسبرغ سوى في جمع 11.34 مليار دولار، أي أقل بنحو أربعة مليارات دولار من الهدف المعلن، وهو ما يشكل تراجعا قياسيا مقارنة بسنة 2022. ويرجح أن يؤدي هذا النقص إلى تفاقم الوضع في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يهدد بزيادة الإصابات والوفيات المرتبطة بالسيدا، وإضعاف أنظمة الصحة العامة.

وفيما يخص الوضع بالمغرب، أبرزت الجمعية أن حوالي 23 ألفاً وخمسمئة شخص يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشري، بنسبة تغطية علاجية تصل إلى 77 في المئة، وهي من أعلى المعدلات في شمال إفريقيا. كما انخفضت حالات انتقال العدوى من الأم إلى الطفل بفضل برامج الفحص لدى النساء الحوامل، غير أن الوباء يظل مركّزاً ضمن الفئات الهشة، ما يستدعي استمرار دعم جهود الوقاية والرعاية.

ودعت الجمعية إلى تثبيت التمويلات الحالية، خصوصاً الشراكة مع الصندوق العالمي، وضمان استمرار توفير أدوات الكشف والوقاية للجمعيات الميدانية، إلى جانب تعزيز مساهمة الجماعات الترابية والقطاع الخاص في تمويل الأنشطة المجتمعاتية.

وجددت الجمعية في ختام بيانها التأكيد على أن السيدا لم تختف بعد، وأن انخفاض التمويل يهدد أربعين سنة من التقدم في مواجهة الوباء، مطالبة وسائل الإعلام بتكثيف جهود التوعية ونقل صوت العاملين في الميدان لترسيخ قيم التضامن وحقوق الإنسان في معركة مستمرة ضد المرض.