أثار فيديو لشاب يُلقب بـ"عبد الإله مول الحوت" جدلًا كبيرًا بعد ظهوره ، وهو يستهزئ بأحد أساتذته السابقين عبر مقارنة وضعه المالي بوضعه الشخصي، ما دفع ناشطين ومهنيين إلى الدعوة لحماية سمعة نساء ورجال التعليم وتفعيل القوانين ضد التنمر الرقمي.
الفيديو يظهر الشاب داخل سيارة فاخرة، وهو يوجه الكاميرا نحو الأستاذ الذي كان يقود سيارة متواضعة رفقة عائلته، مذكّرًا بما قاله له خلال الدراسة بأنه لن يحقق شيئًا مستقبلاً. هذا التصرف اعتبره كثيرون انتهاكًا لكرامة المدرس وتشويهاً لسمعة مهنة التعليم.
في المقابل، يطالب حقوقيون ونقابيون بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشاب، مؤكدين أن نشر هذا النوع من المحتوى الرقمي بدون موافقة المعنيين يُعد تشهيرًا يعاقب عليه القانون، ويستوجب حماية سمعة الأستاذ ومساره المهني.وفي ما يلي تعليق الفاعل التربوي والجمعوي ادريس المغلشي:
تتعرض هيئة التدريس في الآونة الأخيرة لموجة من التجريح غير منتظرة وبتنا نعيش في كل لحظة تطاول لكل من سولت له نفسه النيل رجال ونساء التعليم في العمومي كما الخصوصي، ومن المدرسة المغربية، التي تعتبر في أعراف الدول وقيمها النبيلة ثاني حضن يستقبل الأطفال، بعد حضن الأم .
"عبد الاله مول الحوت" لايخرج عن السياق العام في هذا المنحى، فقد أضحى كل من أراد الشهرة والبوز عليه بمهاجمة أستاذ أو مدرسة، وكأن هذا الموضوع أصبح مجال اهتمام السفهاء مثيري الفوضى والساعين إلى مراكمة الأرباح من خلال اعتقاد خاطئ وتافه ومس بكرامة الأستاذ... يجب أن تخضع القضية للمتابعة القضائية من أجل ايقاف هذا العبث . وأنا أشاهد ما نشره هذا الشاب الفاشل دراسيا ، والذي يحمل في ثناياه كلاما لاقيمة له، ولا يستحق التعليق. أشير أن ما أثارني في الموضوع أمران هامان: الأول صيغة التحدي التي رفعها الشاب "مول الحوت" وهو يرد على أستاذه بلغة تفند حكم قيمة عابر في لحظة تقييم بدعوى أن نبوءة أستاذه الجليل لم تتحقق حينما قال له (والله لاطفرتيه ..) وهي حالة استثنائية تقال بعد استنفاذ كل سبل المعالجة لفشل دراسي حقيقي مر به الشاب، وهو معطى إن صح فكثير من الأحداث تتم فبركتها لخلق موجة من البوز والإثارة...
هنا نحتاج لطرح سؤال منطقي ما الدافع لخلق مثل هذه المشاكل وما الغاية منها وما الهدف ؟ من المستفيد ؟ حين تصبح جرأة التلميذ الفاشل دراسيا، ووقاحته نوع من التحدي لأستاذه .فنحن أمام حالة من انهيار القيم والتسفيه الذي يسعى البعض بجعله لحظة ترفيه متجنى عليها .
الشريط الثاني الذي بثه المدعو "مول الحوت " لطمس معالم جريمة التشهير، وهو يلمتس الصفح من أستاذه حاملا في يده مصحفا وباقة ورد وعمرة إلى الديار المقدسة وهو دليل قوي على الإحساس بدرجة خطورة الفعل ومحاولة بئيسة تريد طمس معالم فعل مجرم تحت طائلة القانون. حيث بلغت درجة الاستعلاء والتحقير وهو الأمر الذي فطن له الأستاذ وامتنع عن قبوله .فكرامة الأستاذ خط أحمر لايمكن إخضاعها للمساومة و اختيار التقاضي في بلد يحكمه القانون إجراء سليم يعيد الأمور إلى نصابها . فتحية للأستاذ ولكل نساء ورجال التعليم الذين يثيرون دروب الجهل والعتمة في زمن قلت فيه الأخلاق وانتشرت فيه التفاهة .