شهد المهرجان حضوراً لافتاً لرسامي الكاريكاتير المغاربة اختُتِمت بمدينة أكادير فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا، الذي نُظّم هذه السنة تحت شعار “البحار والمحيطات: ثروة كونية في خطر”، وشهد حضوراً لافتاً لرسامي الكاريكاتير المغاربة إلى جانب إعلاميين ونقاد وجمهور واسع من محبي هذا الفن. وقد شكلت الجلسة الافتتاحية مناسبة لإبراز أهمية الكاريكاتير داخل المجال الإعلامي ودوره في الدفاع عن القضايا الإنسانية، حيث شدد مدير المهرجان الفنان ناجي بناجي على حرص المنظمين على الالتزام بالموعد السنوي للمهرجان إيماناً بضرورة منح الكاريكاتير المكانة التي يستحقها بين الأجناس الصحفية والفنية، مشيراً إلى أن دورة هذه السنة تميزت بمشاركة مكثفة من 72 دولة، إضافة إلى حضور 27 فناناً مغربياً، موجهاً شكره لجميع الداعمين والفنانين والإعلاميين الذين تكبدوا عناء السفر للمشاركة في المعارض والندوات والورشات التكوينية التي احتضنها المهرجان.
كما تخللت الجلسة مداخلات لكل من ممثل وزارة الثقافة عبد الله أبودرار، والفنان التشكيلي فيصل حميشان رئيس لجنة التحكيم، والصحفي بوشعيب الضبار، والكاريكاتوريست العربي الصبان، والدكتور هشام خليفي منسق المهرجان، حيث أجمع المتدخلون على المكانة التي أصبح يحتلها هذا الموعد الثقافي كواجهة فنية للكاريكاتير المغربي، وعلى دوره في التعريف به دولياً وتعزيز تبادل الخبرات بين الفنانين المغاربة ونظرائهم عبر العالم. وقد أشادوا جميعاً بمبادرة تكريم رسام الكاريكاتير بجريدة هسبريس الإلكترونية مبارك بوعلي، مبرزين مساره الفني والإعلامي وارتباطه الدائم بقضايا المجتمع المغربي والإنساني من خلال أعماله اليومية المنشورة في هسبريس. كما تم تقديم شهادات في حقه من طرف الفنان العربي الصبان ومحمد العابد وعبد الله الدرقاوي، قبل الإعلان عن الفائزين في مسابقة البورتريه الخاصة بالمحتفى به، والتي عرفت مشاركة أكثر من 80 رساماً دولياً، وأشرفت عليها لجنة تحكيم ضمت فنانين من الإمارات وسوريا والسنغال والكوت ديفوار والعراق والبرتغال وأوزبكستان وفرنسا والمغرب. وفاز بالجوائز الثلاث الأولى على التوالي كل من Zoran Tovirac Toco من صربيا، وMarco D'Agostino من إيطاليا، وTayebe Khalili Mehr من إيران، بينما منحت جائزة خاصة للفنان GUO YE من الصين.
وشهدت الجلسة الافتتاحية أيضاً الإعلان عن نتائج المسابقة الدولية التي تناولت موضوع البحار والمحيطات وخطر التلوث، بمشاركة واسعة ضمت أكثر من 1272 عملاً فنياً لـ 410 فنانين من مختلف دول العالم، حيث فاز بالجائزة الأولى الفنان المغربي يوسف خويلا، فيما عادت الجائزة الثانية لـ Liu Qiang من الصين، والثالثة لـ ISMAEIL BABAEI من إيران، إضافة إلى جوائز خاصة منحت لعبد الله الدرقاوي من المغرب، وAGIM KRASNIQI من كوسوفو، وMenekşe Çam من تركيا. كما نظم المهرجان ندوة فكرية شارك فيها الفنانون والإعلاميون الحاضرون بتنسيق من الدكتور هشام خليفي، حول موضوع الكاريكاتير والقضية الوطنية المغربية، حيث تناول المتدخلون حضور الكاريكاتير المغربي في الدفاع عن القضية الوطنية من خلال نشر رسومات يومية في منابر مغربية ودولية تبرز الموقف المغربي العادل وحقه في استكمال وحدته الترابية.
وبموازاة هذه الأنشطة، تم تقديم وتوقيع كتاب “السخرية والحرية، الكاريكاتير السياسي في الصحافة المغربية” للكاتب والصحافي بوشعيب الضبار، إضافة إلى تقديم عمل للكاتب والصحافي عبد الرحيم التوراني يضم مجموعة من البورتريهات الخاصة بفناني الكاريكاتير المغاربة ومساراتهم الفنية. واختتمت الفعاليات بتنظيم ورشات تكوينية لفائدة الأطفال في فن الكاريكاتير، وافتتاح معرض يمتد لأسبوع للأعمال المشاركة، وذلك بمركب عبد الهادي ايكوت بمدينة أكادير.