إدريس الأندلسي: مشروع قانون المالية.. أرقام لا تُقاوَم

إدريس الأندلسي: مشروع قانون المالية.. أرقام لا تُقاوَم إدريس الأندلسي
تعودنا‭ ‬منذ‭ ‬حكومة‭ ‬التناوب‭ ‬التوافقي‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬الراحل‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬اليوسفي‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬مفصّلة‭ ‬عن‭ ‬عدّة‭ ‬مكونات‭ ‬للتدبير‭ ‬المالي‭ ‬العمومي‭. ‬تطوّر‭ ‬القانون‭ ‬التنظيمي‭ ‬للمالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة،‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطن‭ ‬والبرلماني‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬الوزراء‭ ‬بهدف‭ ‬تغليب‭ ‬الشفافية‭ ‬وربط‭ ‬الوسائل‭ ‬بالنتائج‭.‬
 
ولكن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التطوّرات‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬تفعيل‭ ‬ربط‭ ‬المسؤولية‭ ‬بالمحاسبة،‭ ‬ولا‭ ‬تنزيل‭ ‬المشروع‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬القديم‭ ‬والجديد‭ ‬المتعلق‭ ‬بتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية،‭ ‬ولا‭ ‬تحقيق‭ ‬مردودية‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬حقيقية‭ ‬للاستثمار‭ ‬العمومي‭. ‬وليس‭ ‬صعبًا‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬لائحة‭ ‬بالإخفاقات‭ ‬التي‭ ‬نجترّها‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭.‬
 
ولنا‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬الاستنتاج‭ ‬العميق‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬سجّلتها‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خلق‭ ‬مغرب‭ ‬يسير‭ ‬بسرعتين،‭ ‬وربما‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬“السرعات”‭. ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬شعار‭ ‬“نجاعة‭ ‬الأداء“‭ ‬الذي‭ ‬رفعه‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬توجهاته‭ ‬لإعداد‭ ‬“ميزانيات‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تنتهي‭ ‬سنة‭ ‬2028”،‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنهجية‭ ‬عمل،‭ ‬ولكن‭ ‬بتوجيه‭ ‬رسائل‭ ‬“لمن‭ ‬يهمهم‭ ‬الأمر“‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬ستستمر‭ ‬جاثمة‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يقبلون‭ ‬تدبيرها‭ ‬واختياراتها‭ ‬ونتائج‭ ‬عملها‭ ‬و“فشلها“‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬تضارب‭ ‬المصالح‭ ‬وتسخير‭ ‬الأموال‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬لم‭ ‬تؤثّر‭ ‬على‭ ‬تضخّم‭ ‬الأسعار،‭ ‬رغم‭ ‬ثقل‭ ‬فاتورةٍ‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬الأغنياء،‭ ‬ذوو‭ ‬اللون‭ ‬السياسي‭ ‬جدًّا‭ ‬جدًّا،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفقراء‭ ‬جدًّا‭ ‬جدًّا‭.‬
 
ومن‭ ‬المضحك‭ ‬جدًّا‭ ‬جدًّا‭ ‬أن‭ ‬ينقلب‭ ‬داعمو‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬حاملين‭ ‬لخطابٍ‭ ‬يناقض‭ ‬ما‭ ‬قالوه‭ ‬منذ‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭. ‬هل‭ ‬أفاقوا‭ ‬على‭ ‬هول‭ ‬الريع‭ ‬لينطقوا‭ ‬بخطاب‭ ‬“معارض‭ ‬حتى‭ ‬الضحك“‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الإخفاقات؟‭ ‬أظنّ‭ ‬أن‭ ‬رائحة‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬ورائحة‭ ‬المواد‭ ‬الطاقية‭ ‬والبترولية،‭ ‬ورائحة‭ ‬الملفات‭ ‬العقارية‭ ‬المذِرّة‭ ‬للأرباح‭ ‬الخيالية،‭ ‬ورائحة‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي‭ ‬المنبعث‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ناحية،‭ ‬قد‭ ‬أخبرتهم‭ ‬بأن‭ ‬دوام‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬المُحال،‭ ‬وقد‭ ‬وجبت‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬الخطاب‭ ‬الشعبوي‭ ‬المنقِذ‭ ‬من‭ ‬“الضلال“‭ ‬الانتخابي‭.
قدّم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬كسابقيه‭ ‬محفوفًا‭ ‬بأهدافٍ‭ ‬تتكرّر‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الرسالة‭ ‬التوجيهية‭ ‬لرئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬لمكوّنات‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي،‭ ‬إلى‭ ‬المذكرة‭ ‬التقديمية‭ ‬للمشروع،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تفاصيل‭ ‬توزيع‭ ‬المخصصات‭ ‬الميزانياتية‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬الوزارية‭.‬
 
يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬مشروع‭ ‬مالية‭ ‬2026‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬آخر‭ ‬مشروع‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭. ‬ويجب‭ ‬التذكير‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬قد‭ ‬برمجت‭ ‬ونفّذت‭ ‬مصاريف‭ ‬تقارب‭ ‬2000‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تخصيصه‭ ‬لأداء‭ ‬أقساط‭ ‬وفوائد‭ ‬الديون‭ ‬المتراكمة،‭ ‬ولا‭ ‬تشمل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬صرفه‭ ‬لتسيير‭ ‬واستثمارات‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمقاولات‭ ‬العمومية‭.‬
 
وللأمر‭ ‬علاقة‭ ‬بحجم‭ ‬ديون‭ ‬بلادنا،‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬–‭ ‬حسب‭ ‬معطيات‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬–‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬2025‭ ‬حوالي‭ ‬1320‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬كديونٍ‭ ‬للخزينة‭. ‬أمّا‭ ‬ديون‭ ‬المقاولات‭ ‬العمومية‭ ‬بالعملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬فقد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬240‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬ولا‭ ‬تظهر‭ ‬معطيات‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬ديون‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬لدى‭ ‬السوق‭ ‬المالي‭ ‬الداخلي‭.‬
 
وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تزخر‭ ‬التقارير‭ ‬بتطور‭ ‬مؤشر‭ ‬حجم‭ ‬دين‭ ‬الخزينة‭ ‬نسبةً‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬لإظهار‭ ‬تحسّن‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر،‭ ‬ولكن‭ ‬قراءة‭ ‬حجم‭ ‬الدين‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬مؤشر‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مديونية‭ ‬بلادنا‭. ‬فالواجب‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬المديونية،‭ ‬وحجم‭ ‬ما‭ ‬تُكلفه‭ ‬سنويًا‭ ‬لإهلاك‭ ‬أقساط‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬ولأداء‭ ‬الفوائد‭ ‬والرسوم،‭ ‬بالمداخيل‭ ‬العادية‭ ‬المرتقبة‭.‬
 
ستؤدي‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬حوالي‭ ‬108‭ ‬مليارات‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2026،‭ ‬وستضطر‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراض‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬السنة‭ ‬“متوسط‭ ‬وطويل‭ ‬المدى“‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬123‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭. ‬وسوف‭ ‬تسعى‭ ‬الخزينة‭ ‬إلى‭ ‬تغطية‭ ‬الحاجيات‭ ‬المتبقية‭ ‬لتمويل‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬عبر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬48.7‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭.‬

وسيظل‭ ‬طريق‭ ‬المديونية‭ ‬هو‭ ‬المقابل‭ ‬الأهم‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تُبرمج‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭. ‬ولهذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬حجم‭ ‬المديونية‭ ‬بمواردنا‭ ‬العادية‭ ‬سنويًا،‭ ‬وكذلك‭ ‬بحجم‭ ‬ما‭ ‬تفرضه‭ ‬من‭ ‬أقساط‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬والفوائد‭ ‬والرسوم‭.‬
 
حاد‭ ‬النقاش‭ ‬السياسي‭ ‬والمالي‭ ‬عن‭ ‬طريقه‭. ‬أراد‭ ‬“زعماء‭ ‬هذا‭ ‬الزمن“‭ ‬فرض‭ ‬موضوع‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬الكلام‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الغلاء‭ ‬والتوترات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬دون‭ ‬ربط‭ ‬الاستثمار‭ ‬العمومي‭ ‬بقاعدة‭ ‬البرمجة‭ ‬بالأولويات‭.‬
 
لن‭ ‬يُعلّمنا‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬برمجة‭ ‬مشاريع‭ ‬النقل‭ ‬عبر‭ ‬القطار‭ ‬والطائرة‭ ‬والحافلة‭ ‬تشكّل‭ ‬أولوية‭ ‬حقيقية،‭ ‬ولن‭ ‬نقبل‭ ‬أي‭ ‬تحليل‭ ‬لا‭ ‬يُبرّر‭ ‬استثماراتٍ‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬مكلفة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تشغيلها‭. ‬بنينا‭ ‬مسرحين‭ ‬كبيرين‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬وتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تشييدهما‭ ‬دون‭ ‬تشغيلهما‭ ‬منذ‭ ‬شهور،‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬حكومة‭ ‬أخنوش‭ ‬تبرير‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬استثمارات‭ ‬عمومية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي‭.‬
 
سنظل‭ ‬نقول،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬العكس،‭ ‬إن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذين‭ ‬المسرحين‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬–‭ ‬أيّة‭ ‬جدوى‭. ‬وسيستمر‭ ‬جدول‭ ‬البرمجة‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬يخضع‭ ‬لاختياراتٍ‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بتقليص‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية‭. ‬مسرح‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬يستبيحه‭ ‬البعض‭ ‬ليلاً‭ ‬لكي‭ ‬يُنفّس‭ ‬عن‭ ‬تفاعل‭ ‬جسده‭ ‬مع‭ ‬تراكم‭ ‬كميات‭ ‬السوائل‭ ‬لديه،‭ ‬ولا‭ ‬زال‭ ‬مسرح‭ ‬الرباط‭ ‬العظيم‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المواطن،‭ ‬محيطه‭ ‬محروس‭ ‬لا‭ ‬يُسمح‭ ‬بالاقتراب‭ ‬منه‭.‬
 
هذه‭ ‬مجرّد‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬مردودية‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي،‭ ‬ولن‭ ‬يختلف‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمردودية‭ ‬المركّبات‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬الرباط‭ ‬عاصمةً‭ ‬لأكبر‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭.‬
 
أريد‭ ‬أن‭ ‬أتقاسم‭ ‬حلم‭ ‬مردودية‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬مع‭ ‬زميلي‭ ‬السابق‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬لكن‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬تُحتّم‭ ‬عليّ‭ ‬قليلًا‭ ‬من‭ ‬تفعيل‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬تحليله‭ ‬لمردودية‭ ‬المنشآت‭ ‬الرياضية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬الكبرى‭. ‬وسيظل‭ ‬المرحاض‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬العالم‭ ‬القروي،‭ ‬والمناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمدن،‭ ‬وفي‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬والصحراوية،‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الملاعب‭ ‬العالمية‭.‬
 
لقد‭ ‬أتيحت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬المراحيض‭. ‬تغادر‭ ‬البنات‭ ‬المدرسة‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تحاكي‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الذكور‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬أعضائهم‭ ‬التناسلية‭. ‬وسيصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬تتوجه‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬ضحايا‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية‭ ‬بأرقامٍ‭ ‬حول‭ ‬المديونية‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وما‭ ‬شأنهم‭ ‬بهذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تتكلم‭ ‬عن‭ ‬التضخم،‭ ‬وعجز‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬وميزان‭ ‬الأداءات؟‭ ‬هم‭ ‬يتكلمون‭ ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬اللحوم‭ ‬والخبز،‭ ‬وعن‭ ‬خوفهم‭ ‬على‭ ‬فلذات‭ ‬أكبادهم‭ ‬وهم‭ ‬يغادرون‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‭ ‬كي‭ ‬يصلوا‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭.‬
لكن‭ ‬الحكومة‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬أو‭ ‬منتهى‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬لتقول‭ ‬للمواطن‭ ‬إن‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬للسنة‭ ‬المقبلة‭ ‬سيحلّ‭ ‬معظم‭ ‬المشاكل‭.‬
 
أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شخصية‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬تؤثر‭ ‬كثيرًا‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬مناقشات‭ ‬النواب‭ ‬للمشروع‭. ‬يرصد‭ ‬العارفون‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬البرلمانيين‭ ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬شيئًا‭ ‬في‭ ‬الأرقام‭ ‬وما‭ ‬يحمله‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬مضامين‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النمو،‭ ‬وعلى‭ ‬نسبة‭ ‬دعم‭ ‬الأغنياء‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالفقراء‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭.‬
 
قال‭ ‬الوزير‭ ‬“المتميز“‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬وهو‭ ‬يقارع‭ ‬حجج‭ ‬بعض‭ ‬البرلمانيين،‭ ‬إن‭ ‬المادة‭ ‬30‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأثمان‭ ‬الأدوية‭ ‬لا‭ ‬تهدف‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬خفضها‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وتحدّى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬العكس‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬بالاعتذار‭ ‬وسحب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يضرّ‭ ‬بقدرة‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬غلاء‭ ‬الأدوية‭.‬
 
وهنا‭ ‬يظهر‭ ‬الخلل‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحكومة‭. ‬نعرف‭ ‬لماذا‭ ‬يعتبر‭ ‬بلدنا‭ ‬مرتعًا‭ ‬للأرباح‭ ‬الكبرى‭ ‬للمختبرات‭ ‬العالمية،‭ ‬ونعرف‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تصوغها‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬خالفت‭ ‬كل‭ ‬الالتزامات‭ ‬ولخّصت‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬تلفيف‭ ‬الدواء‭ ‬بدل‭ ‬صُنعه،‭ ‬وتولى‭ ‬بعض‭ ‬المغاربة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬المرضى‭ ‬يعيشون‭ ‬أزمات‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الدواء‭ ‬الجنيس‭ ‬حين‭ ‬يقرر‭ ‬“صاحب‭ ‬القرار“‭ ‬منع‭ ‬الفقراء‭ ‬من‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬الجنيسة‭.‬
 
وهنا‭ ‬أتحدى‭ ‬كل‭ ‬وزراء‭ ‬الحكومة‭ ‬الذين‭ ‬“يحبون‭ ‬المغاربة“‭ ‬أن‭ ‬يُرخصوا‭ ‬للمرضى‭ ‬باقتناء‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬أو‭ ‬فرنسا‭ ‬مباشرة‭. ‬الفرق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬سعر‭ ‬دواء‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬وبين‭ ‬السعر‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬
 
يُعتبر‭ ‬طرح‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬للنقاش‭ ‬السياسي‭ ‬لحظة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬لتبحث‭ ‬عن‭ ‬استفادة‭ ‬المواطن‭ ‬الفقير‭ ‬أو‭ ‬ذو‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬مقتضياتٍ‭ ‬ستصبح‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬قانونًا‭ ‬يُطبّق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وقد‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬مقتضياته‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬القادمة‭ ‬قلةٌ‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬القرار‭.‬
 
أعرف‭ ‬جرأة‭ ‬وقوة‭ ‬إقناع‭ ‬السيد‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع،‭ ‬وأتمنى‭ ‬له‭ ‬كامل‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية،‭ ‬وأودّ‭ ‬أن‭ ‬يتواضع‭ ‬علميًا‭ ‬حين‭ ‬يُلغي‭ ‬منهجيًا‭ ‬ربط‭ ‬مقتضى‭ ‬قانوني‭ ‬ذي‭ ‬ثقل‭ ‬مالي‭ ‬بمصلحة‭ ‬اقتصادية‭ ‬خاصة‭. ‬توجد‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬استفادة‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬تغييرٍ‭ ‬طفيف‭ ‬ذي‭ ‬آثار‭ ‬ضريبية‭ ‬في‭ ‬مادةٍ‭ ‬تهم‭ ‬تغيير‭ ‬قاعدةٍ‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬المحاسبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشركات‭.‬

والأمر‭ ‬معروف‭ ‬ولا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مقارعة‭ ‬الحجة‭ ‬بالحجة‭. ‬يحتاج‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬قانون‭ ‬ماليته‭ ‬السنوي‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬الأسلحة‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬عليها‭ ‬قيادات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬البرلمانيون‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬تضمن‭ ‬لهم‭ ‬مصاحبة‭ ‬مهنية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬خبراء‭ ‬المحاسبة‭ ‬والتحليل‭ ‬المالي‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يغرق‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬مستنقعات‭ ‬اللغة‭ ‬المالية‭ ‬والقانونية‭ ‬المعقّدة‭.‬
 
ونرجع‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬تهمّ‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬والآخر‭. ‬ستصل‭ ‬مجموع‭ ‬موارد‭ ‬الميزانية‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬712.5‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬وسنضطر‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬موارد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستدانة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل،‭ ‬تُقدّر‭ ‬بحوالي‭ ‬123‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭.‬
 
لكننا‭ ‬لن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬مبالغ‭ ‬لن‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬480‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬وسوف‭ ‬نخصص‭ ‬حوالي‭ ‬348‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬للتسيير‭ ‬كتكاليف‭ ‬للموظفين،‭ ‬وسيتم‭ ‬صرف‭ ‬الباقي‭ ‬لأداء‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬العمومي،‭ ‬والذي‭ ‬سيصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬44‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭. ‬إنها‭ ‬أرقام‭ ‬لا‭ ‬تُقاوَم‭.‬
 
ستقوم‭ ‬الدولة‭ ‬بصرف‭ ‬مبالغ‭ ‬حددتها‭ ‬الميزانية‭ ‬في‭ ‬حوالي‭ ‬528‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬وستصل‭ ‬ميزانية‭ ‬الاستثمار‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الحالات‭ ‬–‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬136‭ ‬مليار‭ ‬درهم،‭ ‬أي‭ ‬حوالي‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬مخصصات‭ ‬الميزانية‭ ‬لسنة ‭ ‬.2026‭‬
 
وسيظل‭ ‬البناء‭ ‬المالي‭ ‬للميزانية‭ ‬محكومًا‭ ‬بمقتضيات‭ ‬قانونية‭ ‬وتقنية‭ ‬لا،‭ ‬ولن‭ ‬تُفرج‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬توزيع‭ ‬المنح‭ ‬الموجهة‭ ‬للأغنياء،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تُوجَّه‭ ‬لرسم‭ ‬خريطة‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية‭. ‬ويمكن‭ ‬البحث‭ ‬أكثر‭ ‬لوجود‭ ‬مؤشرات‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مجالاتٍ‭ ‬عدة‭.‬
 
ينجح‭ ‬فوزي‭ ‬لقجع‭ ‬كمدبر‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬لكنه‭ ‬يتصرف‭ ‬كصاحب‭ ‬قرار‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالعدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الكفء‭ ‬أن‭ ‬يخوض‭ ‬معركة‭ ‬أسعار‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويفسر‭ ‬لنا‭ ‬أسباب‭ ‬استفادة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمستشفى‭ ‬العمومي‭ ‬أن‭ ‬يوازن‭ ‬بين‭ ‬حجم‭ ‬الميزانيات‭ ‬المرصودة‭ ‬ومداخيله‭ ‬عبر‭ ‬أموال‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الإجبارية‭.‬
 
لن‭ ‬يقف‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬على‭ ‬“رجليه“‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتعدَّ‭ ‬مداخيله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40%‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬هذه‭ ‬التغطية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬التأمين‭ ‬عن‭ ‬المرض‭.‬
 
ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬أعطى‭ ‬إشارات‭ ‬قوية‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفارط‭ ‬عبر‭ ‬تدشينه‭ ‬لأحد‭ ‬أكبر‭ ‬المنشآت‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط‭ ‬وأكادير‭. ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬العمومية‭ ‬وشبه‭ ‬العمومية‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬توازنًا‭ ‬ماليًا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التوزيع‭ ‬الحالي‭ ‬لأموال‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الإجبارية،‭ ‬والإنفاق‭ ‬الأسري‭ ‬الذي‭ ‬يتجاوز‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬“الميزانية‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحة“‭ ‬“وليس‭ ‬المقصود‭ ‬هنا‭ ‬ميزانية‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة“‭.‬
 
ويبقى‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬تجاوز‭ ‬النقاشات‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الجزئيات‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعات‭ ‬اللجان‭ ‬البرلمانية‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الأخيرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة‭. ‬ينسى‭ ‬السياسيون‭ ‬بسرعة‭ ‬الوعود‭ ‬الانتخابية‭ ‬وبرامج‭ ‬الحكومة،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬نسيان‭ ‬تقييم‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬القطاعية‭ ‬والعمومية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬ودعم‭ ‬الاستثمار‭. ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدراهم‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وظلّ‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬التشغيل‭ ‬ضئيلًا،‭ ‬وظلت‭ ‬عمليات‭ ‬تقييم‭ ‬التزامات‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خلق‭ ‬مناصب‭ ‬الشغل‭ ‬شبه‭ ‬غائبة‭.‬
 
إدريس الأندلسي، كاتب صحفي ورئيس سابق لجمعية أعضاء المفتشية العامة للمالية