صدر عن منشورات المتوسط – إيطاليا، العمل الروائي الجديد للكاتب والشاعر الإماراتي علي الشعالي والذي جمل عنوان «اسمي عليا، وهذا أبي»، وهو نصٌّ شخصي ووجودي عميق، يُعيد تشكيل العلاقة بين الأب وابنته في سياق سردي متشابك بين الحميمي والثقافي، وبين التأمل الذاتي والنقد الرمزي.
تحكي الرواية بلسان "عليا"، ابنة كاتب عربي معروف، تُقرّر أن تكتب للمرة الأولى بعد فوز والدها بجائزة أدبية كبرى، ولكن الجائزة تصبح لحظة انفجار لا احتفال؛ إذ يتعرض الأب لمحاولة قتل علناً في بثّ مباشر، وتجد الابنة نفسها في مواجهة مجتمع، ومؤسسة إعلامية تحترف تحويل الوجع إلى محتوى.
ليست الرواية مجرد مرثية أب، بل مساءلة لأدوار الأبوة، والثقافة، والمرأة في زمن منصّات التواصل. من خلال شخصية عليا التي تعمل في شركة تسويق وإنتاج رقمي، نقرأ عن صدام الأجيال، وتقاطع الحكاية الشخصية مع نقد الجوائز، والسلطة الأدبية، والوعي النسوي الجديد.
يضعنا الشعالي أمام عمل سردي استثنائي يدمج بين الاعتراف الشخصي، والنقد الثقافي، في رواية تنبش في المسكوت عنه، وتعيد رسم العلاقة بين الكتابة والحقيقة، بين الذاكرة والبثّ المباشر.
من الرواية:
وكما يحدث دائماً في الاحتفالات والجوائز الأدبية التي أحضرها مع السيّد خليفة بصفتي مستشارته الإعلامية ومصوّرته؛ أبقى المنظّمون القاعة على طبيعتها، ولم يُزعجوا أنفسهم بملئها بالورود، أو تبخيرها بخشب العود كما نفعل في بيوتنا عند استقبال الضيوف ذوي الحظوة، أو في المناسبات الكبيرة، فالزينة والعطور تتجاوز الموازنات المرصودة للأنشطة الثقافية، كما يبدو. والحقيقة أني دائماً ما أُجنّبُ متابعيّ السأم وخيبة الأمل بأن أعتذر دون تردّد عن تغطية مثل هذه الأحداث، أفضّل سباقات الخيول بأضوائها الباهرة، ومهرجانات التسوّق بأنشطتها الصاخبة، واحتفالات رأس السنة بمفرقعاتها الزاهية، وعروضها الضوئية على المباني العملاقة في دبي، لكنّ الاحتفاء بأبي مُكرّماً أو متحدّثاً حالة خاصّة، إنه أبي، يا جماعة، وهو كذلك أحد عملائي، ولديّ تجاهه التزاماتٌ عليَّ الوفاء بها.
عن المؤلف:
علي الشعالي، شاعر وروائي وناشر إماراتي. أصدر عدداً من المجموعات الشعرية: نحلة وربابة، ووجوه أخرى متعبة، وللأرض روح واحدة، ودلّوني على الكهف، والعشب يشبهنا والغيم.
في عام 2020، صدرت روايته “الحيّ الحيّ”، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (فرع الآداب)، ونالت جائزة العويس للإبداع الأدبي. كما صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “حيوات بنكهة الرمان”، ومجموعة بعنوان “حجرات ذات نوافذ”، تضّم تأملات في الكتابة والنشر.
تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، وله حضور واسع في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي.