ترأست فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الوفد المغربي المشارك في الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، المنعقدة في الرياض خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 11 نونبر 2025، بمشاركة ممثلي 148 دولة عضو في المنظمة.
تنعقد هذه الدورة في مرحلة مفصلية بالنسبة للسياحة العالمية، إذ تتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة للسياحة، ومع تأكيد تعافي القطاع السياحي واستمرار تحوله العميق.
وقد حدّدت الجمعية العامة، باعتبارها الهيئة العليا لاتخاذ القرار داخل منظمة الأمم المتحدة للسياحة، خلال دورتها السادسة والعشرين، التوجهات الكبرى لمستقبل لواحد من أكثر القطاعات دينامية في الاقتصاد العالمي، من خلال التركيز على الاستدامة، والرأسمال البشري، والتحول الرقمي، والإدماج المسؤول للذكاء الاصطناعي في تدبير الوجهات السياحية.
تعبئة المغرب لدعم السياحة في أفريقيا
أبرزت عمور في كلمتها دينامية التنمية السياحية التي يشهدها المغرب، الذي استقبل 16.6 مليون سائح بنهاية أكتوبر 2025، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالعام السابق، مما يشكل حوالي ثلاثة أضعاف معدل النمو العالمي. وأكدت كذلك على الاهمية التي يوليها المغرب لتعزيز برامج منظمة الأمم المتحدة للسياحة لفائدة الدول الأفريقية الأعضاء، وتحويل نمو القطاع إلى فوائد اقتصادية ملموسة.
وكما صرحت الوزيرة: "تسجل السياحة الإفريقية نمواً بنسبة 11٪، مقارنة بـ 5٪ على المستوى العالمي. هذا الزخم يعكس إمكانيات هائلة، غير أنه يتطلب أن يدعم ببرامج محددة قادرة على تحويله إلى فرص عمل وتأثيرات ملموسة."
وقد حملت مشاركة المغرب رسالة واضحة مفادها أن سياحة إفريقية قوية تعني سياحة عالمية أقوى.
وأكدت الوزيرة: " أن المغرب باعتباره الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا، يمتلك الخبرة والشرعية لحمل هذا الطموح."
وفي هذا الإطار، صادقت الجمعية العامة على اتفاق المقر والاتفاق المالي المتعلقين بفتح المكتب الموضوعاتي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الرباط، اللذين تم توقيعهما خلال هذه السنة. وسيشكل هذا المكتب الموضوعاتي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة لإفريقيا، المخصص للابتكار، مركزاً حقيقياً للخبرة والتعاون سيمكّن الدول الإفريقية من الولوج بسهولة أكبر إلى برامج وآليات المنظمة.
قيادة جديدة للمنظمة
تميزت الدورة السادسة والعشرون كذلك بالمصادقة على انتخاب الشيخة النويس كأمينة عامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، في خطوة رمزية تكرّس تصاعد حضور القيادة النسائية في الحكامة العالمية للقطاع السياحي.
لقاءات ثنائية وأعمال
وعلى هامش أشغال الجمعية العامة، عقدت الوزيرة لقائين ثنائيين مع وزيري السياحة في النيجر وكمبوديا، من أجل استكشاف مسارات جديدة للتعاون والشراكة في المجال السياحي. كما التقت بالعديد من الفاعلين السعوديين والمستثمرين ووكلاء الأسفار، بهدف الترويج للمغرب كوجهة للاستثمار السياحي ذات إمكانيات كبيرة.