بعد سنتين ونصف من العمل الميداني المكثف، تختتم جمعية بيتي، بشراكة وتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، مشروعها "لنتعبأ من أجل الوقاية وحماية الأطفال"، وذلك يوم الأربعاء 12 نونبر 2025 بمدينة الدار البيضاء.
وقد نُفِّذ هذا البرنامج في مدن الدار البيضاء، الصويرة، والمناطق القروية التابعة لإقليم القنيطرة، وقدم حلولاً عملية وملموسة لمواجهة أوضاع الهشاشة التي يعيشها الأطفال، مساهماً في الوقت نفسه في تعزيز منظومة الحماية الوطنية للطفولة.
وسيتميز حفل اختتام المشروع بحضور عدد من ممثلي المؤسسات العمومية والجمعيات المدنية، إلى جانب الأسر والأطفال المستفيدين، لتقاسم تجاربهم وشهاداتهم حول الأثر الإيجابي والنتائج المحققة لهذه المبادرة.
نتائج ملموسة لفائدة الأطفال وأسرهم
أثمر المشروع عن مجموعة من الإنجازات الهامة، من بينها:
873 طفلا استفادوا من مواكبة مباشرة وشخصية، من بينهم 80 طفلاً تم إيواؤهم بمركز سيدي البرنوصي و58 شاباً تَلقّوا تكويناً مهنياً في المهن الفلاحية بـمزرعة بيتي التعليمية.
تنظيم 335 جلسة دعم نفسي لفائدة الأطفال وأسرهم، مع توجيه 81 طفلاً نحو خدمات متخصصة في علاج الإدمان والطب النفسي للأطفال.
تم مواكبة 386 أسرة في أداء دورها التربوي ومساعدتها في مساراتها الاجتماعية والقانونية وفي حل النزاعات الأسرية عبر الوساطة، مما أسفر عن إعادة إدماج ناجحة لـ40 حالة.
من خلال ورشات للتربية عبر الرياضة، والتوعية بالصحة الجنسية والإنجابية، وبرامج الوقاية، تم توعية أكثر من 2000 طفل وشاب وأسرة.
-تلقى 10 شباب تكويناً، ثم قاموا بدورهم بتدريب 80 من أقرانهم حول حقوق الطفل، والمساواة بين الجنسين، والمشاركة المجتمعية، مما ساهم في تعزيز دينامية للدفاع عن الحقوق.يقودها الشباب
وفي الوقت نفسه، استفاد 33 فاعلاً من المجتمع المدني والمؤسسات من برامج تكوينية لتعزيز التنسيق وتقديم الدعم الفعّال للأطفال الأكثر هشاشة.
جمعية بيتي: تعزيز القوانين والنهوض بحقوق الطفل
ساهم مشروع لنتعبأ من أجل الوقاية وحماية الأطفال بشكل فعال في عدة إصلاحات تشريعية ومؤسساتية، من أبرزها:
• إعادة صياغة مدونة الأسرة
• مراجعة إجراءات الكفالة
• مشروع قانون الأسرة الحاضنة
• إعداد مذكرة بالتعاون مع المنظمة الدولية لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال (ECPAT) حول سبل مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت.
شارك الشباب المستفيدون أيضاً في أنشطة مناصرة على المستويين الوطني (المرصد الوطني لحقوق الطفل، اليونيسف، المجلس الوطني لحقوق الإنسان)، والإقليمي (لبنان والأردن)، والدولي (جنيف)، مؤكدين دورهم الفاعل في تعزيز حقوق الطفل.
إلى جانب ذلك، يواصل هؤلاء الشباب نشاطهم في فضاءات الحوار والتبادل التي أُنشئت في إطار هذا ،مما يعزز مشاركتهم المجتمعية وتمكينهم من أن يكونوا قوة فاعلة للتغيير.
أثر مستدام ودينامية متواصلة
لقد أحدث المشروع تغييراً ملموساً في مسارات حياة العديد من الأطفال والأسر، وساهم في تعزيز الحوار بين الأجيال، ورفع الوعي المجتمعي بحقوق الطفل، ومنح الأطفال والشباب صوتاً قوياً ومسموعاً.
وتواصل جمعية بيتي، باعتبارها فاعل رئيسي في حماية الطفولة بالمغرب، جهودها لبناء مجتمع أكثر عدلاً وشمولاً وحماية، حيث تتعاون الأسر والشباب والمؤسسات والمجتمع المدني لضمان حماية متكاملة، تشاركية ومستدامة للأطفال.