في زمن تتسابق فيه الأصوات والصور على المظاهر، تظل بعض الأسماء مضيئة لأنها تزرع الأثر لا الضجيج، وتخدم الإنسان لا الواجهة. ومن بين تلك الأسماء التي فرضت احترامها برقيّها وصدقها، يسطع اسم حورية اشويياخ، خبيرة التجميل الطبيعي التي جعلت من مهنتها فنًّا ومن رسالتها إنسانيةً خالصة. حورية اشويياخ من جذور ريفية أصيلة، وتفتّحت روحها في أحضان مدينة شفشاون، المدينة الزرقاء التي ألهمت الشعراء والرسامين، وأهدتها الطبيعة سرّ توازنها وبهاءها.
من هناك، من بين جبال الريف الخضراء وأزقة شفشاون الحالمة، تشربت حورية معنى النقاءنشأت في أسرة مغربية محافظة، تربيها القيم والاحترام. كان والدها رجل أمنٍ شريفًا خدم وطنه بإخلاص، فتعلمت منه معنى المسؤولية والوفاء. وبين دفء البيت الريفي وصفاء الطبيعة، كبرت حورية تحمل في داخلها حلمًا أنثويًا راقيًا، حلمًا بأن يكون للجمال معنى يتجاوز المظهر إلى الإنسان نفسهاختارت مجال التجميل الطبيعي لا بحثًا عن الأضواء، بل عن التوازن بين الجمال والصحة، بين الزينة والصدق.
فهي ترى أن الجمال الحقيقي لا يُصنع بالمواد الكيميائية، بل يُولد من التناسق بين الجسد والروح، من احترام البشرة، ومن الإيمان بأن الطبيعة هي الأمّ الكبرى لكل ما هو جميل.
بعملها وإخلاصها، استطاعت أن تضع بصمتها في عالم الجمال، وأن تبني لنفسها مكانة راقية قائمة على الاحترام، التميز، والإتقان.
كل من تعامل معها يشهد بمهنيتها الرفيعة وحرصها على أن تمنح كل امرأة ثقة بنفسها قبل أن تمنحها مكياجًا أو لونًا قلبها الإنساني الكبير.
فهي معروفة في محيطها بـ تواضعها وطيبتها وحسن جوارها، سيدة تتعامل مع الجميع بابتسامة صادقة، تحمل في كلامها أدب الريف ودفء شفشاون.
لا تتعالى ولا تتصنع، بل تُجسّد في حياتها اليومية معنى المرأة المغربية الأصيلة التي ترفع رأسها بالعمل والعطاء.
ورغم مسؤولياتها كزوجة وأمٍّ لبنتٍ وولد، لم تتوقف يومًا عن التعلم والعطاء. فهي توازن بين البيت والعمل، بين الأسرة والحلم، بروحٍ مسؤولة واثقة، لا تعرف الأنانية ولا تعرف الغرور.
في كل لمسة من أناملها، وفي كل نصيحة تقدمها، تنعكس صورة المرأة المغربية الراقية التي تحب وطنها، وتحترم مهنتها، وتخدم الناس بضميرٍ وحنان.إن حورية اشويياخ ليست فقط خبيرة تجميل، بل سفيرة للجمال المغربي الأصيل، جمال لا يعتمد على الزخرف، بل على الروح والنقاء، جمال يروي قصة امرأةٍ حملت في قلبها حب شفشاون، فحوّلت ذلك الحب إلى لمسات تزرع الثقة والجمال في وجوه النساء وأرواحهن.
تحية تقدير واحترام لهذه السيدة التي اختارت طريقها بصدق، وسارت فيه بثبات، فاستحقت أن تُذكر كنموذجٍ للمرأة التي تُكرم الجمال لأنها تُكرم الإنسان.