على هامش الدورة 14 لمهرجان بير ن وي، تنظم جماعة بئر مزوي يوم السبت 1 نونبر 2025، على الساعة العاشرة صباحا، بشراكة مع مجموعة مدارس أولاد إبراهيم، ندوة علمية حول موضوع: "التراث المحلي بين الذاكرة والإبداع: ورديغة نموذجا".
إليكم أرضية الندوة:
يعد التراث المحلي ذاكرة حية تختزن روح المكان، وتمنح للهوية الجماعية ملامحها المتفردة. إنه وعاء القيم والمعارف والعادات التي صاغت وجدان الإنسان، وحددت نظرته إلى ذاته وإلى العالم. فالتراث ليس مجرد ماضٍ يروى، بل هو حضور مستمر في الحاضر، يتحول من الذاكرة إلى الإبداع، ومن المعيش اليومي إلى الرمز الجمالي.
تعتبر منطقة ورديغة من الفضاءات المغربية الغنية بتنوعها الثقافي وعمقها التاريخي، بما تحمله من موروث شفهي متنوع، من أمثال وأهازيج وحكايات ومواسم وطقوس فلاحية واجتماعية شكلت عبر الزمن ملامح ثقافة شعبية متجذرة. وهذا الثراء الرمزي يجعل من تراث ورديغة مادة خصبة للتأمل والبحث، إذ تتقاطع فيه الذاكرة الشعبية بالتعبيرات الإبداعية المتعددة: في الحكاية، والشعر، والموسيقى، والحرف التقليدية، والاحتفالات الموسمية.
إن التفكير في التراث الوردِيغي بين الذاكرة والإبداع هو في جوهره تفكير في كيفية انتقال التجربة الجماعية من طور الحفظ إلى طور التوليد، ومن مجرد الاستعادة إلى فعل الخلق والإحياء، بما يسهم في بناء وعي ثقافي جديد يعيد صوغ العلاقة بين الأصالة والحداثة، بين الجذور والتحولات المعاصرة. لذلك تأتي هذه الندوة لتكون فضاء للنقاش العلمي والثقافي حول سبل تثمين التراث المحلي وصيانته، واستجلاء طاقاته التعبيرية والجمالية، بما يخدم التنمية الثقافية ويعزز الانتماء الهوياتي للمنطقة.
أهداف الندوة:
- إبراز الخصوصيات التراثية والثقافية لمنطقة ورديغة.
- الكشف عن العلاقة الجدلية بين الذاكرة الشعبية والإبداع الفني.
- تشجيع البحث الأكاديمي حول التراث المحلي باعتباره مكونا أساسيا من الهوية الوطنية.
- التفكير في سبل صون التراث اللامادي وتثمينه عبر الوسائط الفنية والتربوية والثقافية.
تروم ندوة مهرجان بير مزوي مناقشة الذاكرة الجماعية في ورديغة، إلى جانب الموروث الشفهي والعادات الشعبية "من النقل إلى التفاعل"، علاوة عن موضوع الإبداع كوسيلة لحفظ التراث وتجديده، بالإضافة لمحور التراث غير المادي والتنمية الثقافية بوردِيغة.
بهذه الرؤية، تتغيى الندوة أن تكون مجالا للتفكير الجماعي في مستقبل التراث المحلي بوردِيغة، وفي ما يمكن أن يقدمه الإبداع من طاقة لتجديده وإعادة صياغته في أشكال حديثة تحفظ الذاكرة وتستجيب لرهانات الحاضر. فالتراث حين يتجدد بالإبداع، يغدو عنصراً فاعلا في بناء الوعي الجماعي، وجسرا بين الماضي والمستقبل، بين الإنسان وأرضه، بين ما كان وما سيكون
المتدخلون:
- الأستاذ إبراهيم البحراوي؛
- الأستاذ اليوسفي بناصر
- الاعلامي أحمد فردوس
تسيير الندوة من طرف الأستاذ طارق معطاوي