دعا الكاتب والإعلامي عبد الله حافيظي السباعي إلى تبني مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل سياسي واقعي ونهائي لقضية الصحراء المغربية، معتبرا أن هذا الخيار يضمن لسكان الأقاليم الجنوبية تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية ضمن السيادة الوطنية، ويشكل مخرجا سلميا من حالة الجمود التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أطول نزاع إفريقي بلا حل.
وقال السباعي في مقال جديد حمل عنوان "قضية الصحراء المغربية في عنق الزجاجة"، إن لحظة الحسم تقترب مع اقتراب موعد التصويت على مقترح الحكم الذاتي في 31 أكتوبر 2025، محذّرا من أن رفض الحل الواقعي قد يؤدي إلى تطورات خطيرة ستنعكس سلبا على سكان المنطقة قبل غيرهم.
وأشار الكاتب إلى أن مقاله الجديد يستعيد ذكرى مقال قديم بنفس العنوان كتبه في تسعينيات القرن الماضي، في مرحلة وُصفت حينها بالحرجة، حين كانت 72 دولة تعترف بما سماه "الجمهورية الوهمية"، بينما كادت المفاوضات في مانهاست أن تنهار بالكامل بسبب "تعنّت الانفصاليين ومن ورائهم الجزائر في التمسك بتقرير المصير".
وأكد السباعي أن المغرب استطاع خلال العقدين الماضيين تحويل مناطقه الصحراوية إلى "جنة خضراء"، من خلال مدن حديثة وبنية تحتية متطورة وموانئ ومطارات وطرق تصل إلى الكركرات، غير أنه نبه في المقابل إلى أن التنمية البشرية لم تصل بعد إلى مستوى الطموح، بسبب تفشي البطالة والهدر المدرسي وسط الشباب.
وأوضح الكاتب أن استفتاء تقرير المصير "أصبح مستحيلا من الناحية العملية"، لأن الصحراويين الأصليين لا يشكّلون سوى نحو سبعة في المئة من سكان الصحراء، معتبرا أن الحل الوحيد العادل هو "الحكم الذاتي الذي لا غالب فيه ولا مغلوب".
وكشف السباعي أن اعتماد المقترح المغربي سيواكبه قرار بنقل المجلس الاستشاري الملكي الصحراوي إلى مدينة العيون وتجديد تركيبته ليكون نواة لتفعيل الحكم الذاتي الحقيقي، داعيا ما سماهم "إخواننا الانفصاليين" إلى العودة لجادة الصواب على غرار تجربة إقليم الباسك في إسبانيا، الذي اختار السلم بعد سنوات من الصراع.
كما حثّ الكاتب الجزائر وموريتانيا على "تحمل مسؤوليتهما التاريخية" والمساهمة في تشجيع حل سياسي سلمي تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف إنهاء هذا النزاع المفتعل وفتح الطريق لبناء اتحاد مغاربي قوي.
واختتم السباعي مقاله بنداء وطني دعا فيه جميع الصحراويين، وحدويين كانوا أو انفصاليين، إلى اغتنام فرصة التسوية العادلة، قائلاً إن "تفاحة في اليد خير من عشرة في الغد"، محذّراً من أن تضييع هذه الفرصة قد يجعل الندم بلا جدوى.