اختتام المؤتمر الدولي السادس حول التغيرات المناخية بالصويرة بالدعوة إلى ترسيخ العدالة المناخية

اختتام المؤتمر الدولي السادس حول التغيرات المناخية بالصويرة بالدعوة إلى ترسيخ العدالة المناخية شارك في هذا الحدث أكثر من مائة خبير ومتدخل من 12 دولة
اختتمت بمدينة الصويرة، السبت 18 أكتوبر 2025، أشغال الدورة السادسة للمؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية، بعد ثلاثة أيام من النقاشات المكثفة التي تمحورت حول الانتقال الطاقي العادل وضرورة إرساء عدالة مناخية عالمية.
 
مشاركة دولية واسعة ونقاشات علمية
انعقد المؤتمر تحت رعاية الملك محمد السادس، ونظمه المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش وبدعم من مؤسسات دولية مرموقة.
شارك في هذا الحدث المنظم تحت شعار "حلول مناخية من أجل مستقبل مستدام"، أكثر من مائة خبير ومتدخل من 12 دولة، بحثوا سبل التصدي للتحديات المناخية المتصاعدة خصوصا في إفريقيا ومناقشة الحلول المبتكرة لضمان تنمية مستدامة.
 
أزولاي: الصويرة في صلب الدينامية المناخية
 
في مداخلة عبر تقنية التناظر المرئي أشاد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، بالدينامية التي جعلت من الصويرة منصة وطنية ودولية للنقاش حول القضايا المناخية والمحيطية.
وأكد أن المغرب يتميز برؤية شاملة تستمد مشروعيتها من هويته الإفريقية والأطلسية والمتوسطية مما يؤهله للعب دور قيادي في البحث عن حلول شاملة للتحديات البيئية.
ودعا أزولاي الباحثين والخبراء وصناع القرار إلى مواصلة الجهود الجماعية لجعل المعرفة واستدامة المحيطات رافعة للتنمية البشرية والمجالية.
 
الشراكة المغربية الألمانية نموذج للتعاون المناخي
من جهته أبرز السفير الألماني بالمغرب روبرت دولغير، التحديات التي تواجه الدبلوماسية في تنفيذ السياسات المناخية مشددا على أهمية التوازن بين متطلبات التنمية الوطنية والالتزامات الدولية.
وأشاد بالتعاون بين المغرب وألمانيا واصفا إياه بأنه نموذج لشراكة متوازنة ومثال يحتذى في مجال التنمية المستدامة.
 
دعوة إلى تعاون دولي لمواجهة التحديات
من جهته، أكد محمد بن يحيى المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، أن مواجهة التغير المناخي تتطلب تعاونا دوليا وتنسيقا مستمرا مبرزا أن تنفيذ اتفاق باريس يستلزم حكامة قوية ومتابعة دقيقة.
أما علي البرنوصي ممثل البنك الألماني للتنمية فذكر أن المغرب رغم إسهامه المحدود في الانبعاثات العالمية لا يتجاوز 0.2 في المائة، يتأثر بشدة بالتغيرات المناخية، مشيدا بالتزامه خفض الانبعاثات بأكثر من خمسين في المائة في أفق سنة 2035 عبر مشاريع كبرى كالمحطة الريحية بطرفاية ومجمع نور الشمسي بورزازات.
 
توصيات لتعزيز صمود المناطق الساحلية
اختتمت أشغال المؤتمر بإصدار حزمة من التوصيات العملية الرامية إلى تعزيز صمود المناطق الساحلية في مواجهة التغيرات المناخية، من أبرزه إنشاء شبكة للمدن الساحلية لتبادل الخبرات، وإعداد خريطة للمناطق المهددة بالتآكل، واعتماد حلول قائمة على الطبيعة لحماية السكان والأنظمة البيئية، وإعادة النظر في الروابط بين القارة والساحل من خلال تفضيل الحلول القائمة على الطبيعة، بهدف حماية الساكنة والأنظمة الإيكولوجية بشكل أفضل.
 
تفاعل أكاديمي وجوائز علمية
شهد اليوم الختامي جلسات تفاعلية مع الطلبة ومناقشات لعدد من القضايا الراهنة، إضافة إلى تسليم جائزة التميز في التواصل حول البحث المناخي، وتكريم باحثين شباب مغاربة على أعمالهم في مجال التحسيس البيئي ونشر المعرفة المناخية.
 
استمرارية الدينامية العلمية
في كلمتها الافتتاحية أكدت خلود كاهيم رئيسة المركز الدولي للأبحاث وتقوية القدرات، أن هذه الدورة تندرج ضمن استمرارية الدينامية العلمية التي انطلقت في الدورات السابقة وخاصة مؤتمر سنة 2024 حول إزالة الكربون، مشيرة إلى أن دورة 2025 توسع النقاش ليشمل التكيف والخسائر والأضرار.
وأضافت أن مقررات مؤتمر كوب 29 بباكو سنة 2024 التي دعت إلى مضاعفة التمويل المناخي لفائدة الدول النامية تفتح آفاقا جديدة للتعاون الفعال بين الفاعلين العموميين والخواص.
 
نحو عرض خلاصات المؤتمر في كوب 30 بالبرازيل
من جهته أكد ستيفان بوفاري المدير العام لمنظمة إنيرجي 2050، أن المؤتمر يشكل فضاء لتبادل الأفكار حول الابتكار والتعاون، مشيرا إلى أن خلاصاته ستعرض خلال قمة كوب 30 المقرر تنظيمها بالبرازيل في نونبر المقبل للمساهمة في النقاش الدولي حول آليات التمويل والتكيف المناخي.
 
نقاشات حول الماء والطاقة والغذاء
في جلسة مخصصة للعلاقة بين الماء والطاقة والتغذية، شدد شهاب بودن وزير التعليم العالي التونسي الأسبق، على أهمية المقاربة المندمجة بين هذه القطاعات لضمان الأمن الغذائي وصمود المجالات الترابية.
كما استعرض عبد الحميد الحاج من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، تجارب ميدانية ناجحة في الواحات والمناطق الجافة.
 فيما قدم خالد تمسماني المدير الاستراتيجي لمنصة ساينس بوليسي فور كلايمت أورجنسيس، رؤية حول تطوير الهيدروجين الأخضر وأهمية التخطيط المندمج لتحقيق الحياد الكربوني.
 
دعوة إلى الانتقال من الالتزامات إلى التنفيذ
وأجمع المشاركون على أن المرحلة المقبلة، تتطلب عملا تنفيذيا جماعيا يشارك فيه صناع القرار والباحثون والمجتمع المدني، بهدف ترجمة الالتزامات المناخية إلى إجراءات ملموسة ومستدامة على أرض الواقع.