بعد إسبانيا وفرنسا.. الجزائر تعمّق أزمتها الدبلوماسية مع روسيا

بعد إسبانيا وفرنسا.. الجزائر تعمّق أزمتها الدبلوماسية مع روسيا سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي
أثار ردّ سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، على سؤال لصحفية جزائرية موجة من ردود الأفعال في الأوساط الإعلامية والمجتمعية الجزائرية، التي اعتبرت طبيعة الردّ المستفزّ تحوّلًا لافتًا في السياسة الخارجية الروسية تجاه الشأنين المغاربي والإفريقي.
 
فبعد أن اتهمت الصحفية روسيا بتجنيد "الفيلق الإفريقي" لارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مالي، أجابها الدبلوماسي الروسي قائلًا إن "من كتب لها السؤال عليه أن يتأكد من الحقائق"، مضيفًا أن ما يحدث بين مالي والجزائر هو نتيجة صراع على الحدود الموروثة عن الاستعمار الفرنسي، في إشارة ضمنية إلى أن الصراعات في المنطقة المغاربية متجذّرة في تلك الحدود الاستعمارية.
 
ولا شك أن لافروف يدرك تمامًا ما يقول ويزن كلماته بعناية، إذ أكّد في معرض حديثه أن "الاستقلال الذاتي في الصحراء المغربية يُعدّ أحد أشكال تقرير المصير"، ما أحدث ضجة كبيرة داخل أوساط النظام الجزائري، الذي لم يكن يتوقع موقفًا كهذا من موسكو.
 
ويُذكر أن الرئيس عبد المجيد تبون دأب في كل خرجاته الإعلامية على التأكيد أن روسيا حليف استراتيجي للجزائر وصمام أمان لمواقفها الانفصالية داخل أروقة مجلس الأمن، فضلًا عن كونها المزوّد الرئيسي للجزائر بالسلاح والذخيرة. لذلك، فإن انضمام روسيا إلى معسكر الداعمين لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية يُعدّ بمثابة آخر مسمار يُدقّ في نعش كابرانات.