عبّرت التنسيقية الإقليمية لأساتذة وأستاذات اللغة الأمازيغية بمديرية إنزكان أيت ملول عن استيائها الشديد مما وصفته بـ"الاستفزازات والشطط في استعمال السلطة" التي يتعرض لها عدد من أساتذة اللغة الأمازيغية بالإقليم، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل "استهدافا ممنهجا للغة الأمازيغية ومكانتها في المنظومة التربوية".
وجاء في بيان للتنسيقية، توصلت به "أنفاس بريس"، أن الأساتذة سبق لهم أن نهجوا أسلوب الحوار والتواصل المسؤول مع المديرية الإقليمية خلال لقاءات سابقة، حيث تلقوا وعودا بحل الإشكالات المطروحة، غير أن الواقع، بحسبهم، ازداد احتقانا وتوترا بسبب استمرار الخروقات وتجاهل القوانين المؤطرة لتدريس الأمازيغية.
وسجّل البيان ما اعتبره "حادثة خطيرة" تمثلت في تجميد أستاذة للغة الأمازيغية بمدرسة الإمام الشافعي سنة كاملة دون أن تُكلَّف بأي مهمة تدريسية، قبل أن تُمنح هذا الموسم جدولا مؤقتا لمدة ثلاثة أيام فقط "بمرجعيات عرجاء"، وهو ما وصفته التنسيقية بأنه تجسيد واضح للحظر العملي تجاه الأمازيغية وأطرها التربوية.
وأضاف المصدر ذاته أن الموسم الدراسي الحالي انطلق وسط "مضايقات متعددة" تمثلت في جداول حصص متقطعة ومؤقتة، وقرارات تدبيرية تفتقر إلى المرجعية القانونية، في حين تُكلف أطر الأمازيغية، في عدد من المؤسسات، بمهام غريبة عن اختصاصهم "كمكوثهم في الساحات المدرسية دون مهام تعليمية، أو التنقل بين المؤسسات بحثا عن حصص متفرقة، في مشهد وصفته التنسيقية بالسوريالي والمُهين".
وأكدت التنسيقية أن هذه الوضعية تتناقض مع مقتضيات النظام الأساسي لموظفي التربية والتعليم، وخاصة المادة 15 التي تحدد بدقة مهام الأستاذ في التدريس والتقويم والتربية، معتبرة أن ما يحدث يمثل تمييزاً مؤسسياً ضد فئة من الأساتذة يسهرون على تنزيل أحد المكونات الدستورية للهوية الوطنية.
وأعلنت الهيئة، وفق بيانها، عن تضامنها المطلق مع الأستاذة (م.أ) بمدرسة الإمام الشافعي، منددة بكل "التجاوزات والممارسات اللاتربوية" التي تمارس ضد أساتذة الأمازيغية. كما طالبت بتشكيل لجنة إقليمية لتتبع وضعية تدريس الأمازيغية بالإقليم، والتصدي لكل محاولات "تحقير" هذه المادة أو تحويل أساتذتها إلى مجرد أداة لسدّ الخصاص المؤقت في المؤسسات التعليمية.
ودعت التنسيقية كافة الأستاذات والأساتذة إلى الالتفاف حول التنسيقية الإقليمية والاستعداد لخوض خطوات نضالية تصعيدية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، مؤكدة تمسكها بـ"حق الأمازيغية في تعليم منصف وفعّال يحترم التزامات الدولة الدستورية والقانونية".