مدخول ولاية من ولايات الجزائر أكبر من مدخول المغرب… آخر ترّهات تبون.
بعد أن غاب أو غُيِّب لمدة طويلة، وبعد أن سكت دهراً نطق كُفراً، خرج عبد المجيد تبون ليُؤكد مرة أخرى أنه لا يدع مناسبة تمر دون أن يقحم عدوّه اللدود المغرب في صراعاته مع أجنحة الطغمة العسكرية الحاكمة.
ففي ندوة صحفية أسئلتها مُعدّة سلفاً وأبطالها من "الشرطة الإعلامية" التي تنتقي أسئلة بليدة، جاء رد تبون على الوضع الاقتصادي بليداً كالعادة، حيث صرّح بأن مدخول ولاية جزائرية واحدة يفوق مدخول المغرب بأكمله! وقد يكون "صادقاً" إذا قصد بذلك ريع النفط والغاز، ذلك الريع الذي لا يستفيد منه الشعب الجزائري، بل تُودَع عائداته في البنوك السويسرية والأوروبية والأمريكية بأسماء الجنرالات.
وفي المقابل، يصطف الجزائريون في طوابير لاقتناء نصف لتر من الحليب أو كيس دقيق، ويئنّون تحت وطأة الفقر المدقع. شباب في مقتبل العمر لم يجدوا بُداً من الفرار عبر قوارب الموت، فابتلعتهم البحار وجعلتهم لقمة سائغة لأسماك المتوسط. حتى أولئك الذين كانوا بالأمس أدوات في تنفيذ المهام القذرة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال العشرية السوداء، صاروا بدورهم يفرّون عبر نفس القوارب.
وعندما سُئل تبون عن احتياطي العملة الصعبة في البنوك الجزائرية، تهرّب ولم يُعطِ أي رقم، رغم أنّها تفاصيل يعرفها والي بنك الجزائر أكثر مما يعرفها هو نفسه.
عقدة أوديب التي تحدث عنها فرويد ليست لأوديب، بل لتبون نفسه، الذي سيأتي اليوم الذي يفقأ فيه عينيه وهو يستحضر المغرب في كل خرجاته غير الموفقة ضد دولة ممتدة في عمق التاريخ والجغرافيا. كل ذلك من طرف "دولة" وُلدت على يد الجنرال ديغول، ثم ألبسها عبد الناصر زوراً وبهتاناً لقب "بلد المليون ونصف المليون شهيد".