لحبيب شباط: هل تربح اوكرانيا الحرب ضد روسيا؟

لحبيب شباط: هل تربح اوكرانيا الحرب ضد روسيا؟ لحبيب شباط
فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع بتغيير موقفه من الحرب في أوكرانيا، حيث صرّح أن أوكرانيا يمكنها الانتصار واستعادة جميع أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. هذا التصريح يُعد تحولًا كبيرًا في الخطاب الأمريكي، وينم عن خيبة أمل ترامب من فلاديمير بوتين، الذي وصفه بـ"النمر الورقي". ومع ذلك، تراجع ترامب عن دور بلاده المباشر في الحرب، داعيًا الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو إلى تحمل المسؤولية، مكتفيًا ببيع الأسلحة لهم.

في المقابل، أظهرت أوكرانيا صلابة عسكرية لافتة خلال ثلاث سنوات ونصف من الحرب، خاصة في مجال الطائرات المسيّرة، مما دفع الناتو والاتحاد الأوروبي إلى التعاون معها في هذا المجال، بما في ذلك استثمار أوروبي بقيمة 6 مليارات يورو في صناعة الطائرات بدون طيار.

في روسيا، تسببت الحرب في أزمة اقتصادية خانقة، حيث يُنفق نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي على الحرب، وانخفضت عائدات النفط بشكل كبير. يتوقع صندوق النقد الدولي نموًا لا يتجاوز 0.9%، مع تصاعد التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة الضرائب وخفض الإنفاق الاجتماعي.

يرى خبراء مثل المؤرخ فيليبس أوبراين ومعهد دراسات الحرب (ISW) أن انتصار روسيا ليس حتميًا، وأن أوكرانيا وحلفاءها لا يزالون قادرين على التأثير في مسار الحرب.

لكن الدعم الأمريكي بدأ يتراجع، والاتحاد الأوروبي أصبح الداعم الأول لأوكرانيا. ومنذ عودة ترامب للرئاسة، بدا أن واشنطن تنسحب من الملف تدريجياً، تاركة أوروبا في الواجهة.

في نفس الوقت، كثّفت روسيا الاستفزازات العسكرية على حدود الناتو من خلال الطائرات المسيّرة والطائرات الحربية والهجمات الإلكترونية. ويرى المحللون أن هذه التحركات تهدف إلى اختبار ردود فعل الحلف وزرع الانقسام بين أعضائه.
ورغم أن ترامب اقترح أن يقوم الناتو بإسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك مجاله الجوي، إلا أنه تجنّب أي التزام عسكري مباشر، فيما عبّر قادة أوروبيون مثل ماكرون عن مواقف أكثر حذرًا.
 
لحبيب شباط/ صحفي محلى سياسي و عضو الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بجهة الأندلس