يوم 8 شتنبر شرعت مؤسسات التعليم العمومي بإقليم وزان كما هو الأمر على امتداد التراب الوطني ، في استقبال المتعلمات والمتعلمين . استقبال لم يحدث انسيابه بالمنسوب المطلوب لأسباب تجمع بين الإداري والمناخي والاجتماعي ، لو اجتمع مختلف المتدخلين حول نفس المائدة، بعيدا عن الضغط الذي يواكب انطلاق الموسم الدراسي ، لرفعوا من قوة الانسياب المشار إليه .
عند كل دخول مدرسي ، ليست وحدها الكلفة المالية التي ترهق تفكير الأسر الوزانية التي تعاني غالبيتها من آثار الهشاشة الاجتماعية التي نزل بها إلى الحضيض الغلاء الفاحش للمواد الغذائية الأساسية ، بقدر ما يرهق هذه الأسر ما ينتظر المتعلمات والمتعلمين من أمراض اجتماعية فتاكة تنصب فخاخها بمحيط مؤسسات التعليم العمومي على طول وعرض الإقليم ، للإيقاع بفلذات الكبد . فتأتي النتائج عكس المنتظر من دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية، هذه التنشئة التي تعززت بفاعلين جدد ….
المدرسة العمومية ليست جزيرة معزولة عن المجتمع، بل متفاعلة معه ، ومتأثرة ببيئته الحاضنة للكثير من الغث والقليل من السمين.... المخدرات بما فيها الصلبة غزت الإقليم من أدناه إلى أقصاه ...التحرش بتاء التأنيث بالشوارع ، والدروب ، والحقول ، وأمام أبواب المؤسسات التعليمية ، فحدث ولا حرج ... النَّحالة المسجلة في منظومة القيم، شرّعت الأبواب على مصراعيها في وجه تجار الأخلاق والأعراض...! ولم تنج من غزواتهم النتنة حتى الناشئة التعليمية .
حماية متعلمات ومتعلمي المدرسة العمومية ليست قضية أمنية صرفة رغم أهميتها. الأمن المدرسي يوجد في علاقة جدلية بالأمن المجتمعي. وهذا الأخير توفيره وجعله مستتبا بالإقليم يعتبر مسؤولية مشتركة . بالتأكيد بدرجات متفاوتة بين الادارة الترابية ، والادارة الأمنية ، والنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ، والجماعات الترابية ، والمدرسة ، والأحزاب ، والنقابات التعليمية ، والإطارات الحقوقية ، والمجتمع المدني . النجاح في هذه الرسالة مدخله الوعي بثقلها ، والتحلي بروح المواطنة عند التصدي لأسبابها . وفي هذا الصدد فإن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مدعوة أكثر من أي وقت مضى لنفض الغبار عن آلية " مركز مناهضة العنف في الوسط المدرسي " ( هناك دليل في الموضوع ) الذي من المفروض أن ينعقد على الأقل مرة في السنة ، تحت رئاسة عامل الإقليم ، وبحضور كل من يوجد في علاقة تماس بالأمن المدرسي الذي يحجز موقعا متقدما في دائرة الأمن المجتمعي .
المديرية العامة للأمن الوطني التي تربطها اتفاقية شراكة بوزارة التربية الوطنية ، دأبت على تنظيم حملات تحسيسية في الوسط المدرسي . ممارسة محمودة ما في ذلك شك. لكن ألم يحن الوقت لتقييم حصيلة هذا المجهود ، وبالتالي التفكير في ابداع أشكال أخرى من التوعية بأهمية الأمن المدرسي، يكون لها صدى في كل تجمع سكني بالمدينة ، كما بهذه القرية أو تلك؟
"من اجتهد وأصاب فله أجران ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر " ، أما من بيده المسؤولية وتفاعل مع أي اجتهاد ، فالوطن يرفع له القبعة ، لأنه يساهم في حمايته ، وبنائه ، واستقراره .