خلافا للمواسم السابقة.. انطلاق البطولة الاحترافية بأغلبية مغربية على مقاعد التدريب

خلافا للمواسم السابقة.. انطلاق البطولة الاحترافية بأغلبية مغربية على مقاعد التدريب أمين الكرمة مدرب فريق أولمبيك أسفي، محمد‭ ‬أمين‭ ‬بنهاشم مدرب الوداد الرياضي ورشيد الطاوسي مدرب نادي الكوكب المراكشي (يسارا)
شهدت‭ ‬المواسم‭ ‬الأخيرة‭ ‬صعودا‭ ‬لافتا‭ ‬في‭ ‬أسهم‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬بعد‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬حققوها‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬التدريبي‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭. ‬ففي‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭ ‬الجديد‭ ‬2025‭-‬2026،‭ ‬سيقود‭ ‬عشرة‭ ‬مدربين‭ ‬مغاربة‭ ‬فرق‭ ‬القسم‭ ‬الأول،‭ ‬مقابل‭ ‬ستة‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬الماضي‭ ‬انطلق‭ ‬بسبعة‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب‭ ‬مقابل‭ ‬تسعة‭ ‬مدربين‭ ‬محليين‭.‬
‮ ‬‭"‬
الوطن‭ ‬الآن‭ " ‬ترصد‭ ‬خريطة‭ ‬توزيع‭ ‬المدربين‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬للموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬الحالي‭.‬

تشهد‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬قسمها‭ ‬الأول،‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد‭ ‬2025/2026،‭ ‬حضور‭ ‬عشرة‭ ‬مدربين‭ ‬مغاربة،‭ ‬مقابل‭ ‬ستة‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب‭. ‬محمد‭ ‬أمين‭ ‬بنهاشم‭ ‬سيتولى‭ ‬تدريب‭ ‬فريق‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬فيما‭ ‬يقود‭ ‬سعيد‭ ‬شيبا‭ ‬فريق‭ ‬الفتح‭ ‬الرياضي،‭ ‬‮ ‬ويواصل‭ ‬عبد‭ ‬الواحد‭ ‬زمرات‭ ‬مهامه‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬العارضة‭ ‬التقنية‭ ‬لاتحاد‭ ‬تواركة‭. ‬بدوره،‭ ‬يشرف‭ ‬هلال‭ ‬الطير‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬اتحاد‭ ‬طنجة،‭ ‬بينما‭ ‬يقود‭ ‬أمين‭ ‬الكرمة‭ ‬فريق‭ ‬أولمبيك‭ ‬آسفي،‭ ‬ويشرف‭ ‬رضوان‭ ‬الحيمر‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬نهضة‭ ‬الزمامرة،‭ ‬بينما‭ ‬يشرف‭ ‬عزيز‭ ‬الدنيبي‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬النادي‭ ‬المكناسي،‭ ‬ورشيد‭ ‬الطاوسي‭ ‬مع‭ ‬الكوكب‭ ‬المراكشي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتولى‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬السعيدي‭ ‬تدريب‭ ‬أولمبيك‭ ‬الدشيرة،‭ ‬فيما‭ ‬المهدي‭ ‬الجابري‭ ‬فريق‭ ‬اتحاد‭ ‬يعقوب‭ ‬المنصور‭.‬
ليس‭ ‬عدد‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬هو‭ ‬الأهم،‭ ‬بل‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬كون‭ ‬سبعة‭ ‬مدربين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عشرة،‭ ‬تم‭ ‬تجديد‭ ‬الثقة‭ ‬فيهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المسيرين‭ ‬لاستكمال‭ ‬المشوار،‭ ‬بالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬مدربان‭ ‬يخوضان‭ ‬تجربة‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬للقسم‭ ‬الأول‭ ‬وهما:‭ ‬السعيدي‭ ‬والجابري،‭ ‬فيما‭ ‬يخوض‭ ‬الحيمر‭ ‬تجربة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬له‭ ‬رفقة‭ ‬نهضة‭ ‬الزمامرة‭.‬

 
أما‭ ‬المدربون‭ ‬الأجانب،‭ ‬فيشهد‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬حضورا‭ ‬لافتا‭ ‬للمدرسة‭ ‬التونسية،‭ ‬بوجود‭ ‬لسعد‭ ‬جردة‭ ‬الشابي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬العارضة‭ ‬التقنية‭ ‬للرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬معين‭ ‬الشعباني‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬نهضة‭ ‬بركان‭ ‬للموسم‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالي‭. ‬ومن‭ ‬البرتغال،‭ ‬يشرف‭ ‬ألكسندر‭ ‬سانتوس‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬‮ ‬نادي‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي،‭ ‬فيما‭ ‬يقود‭ ‬روي‭ ‬ألميدا‭ ‬فريق‭ ‬الدفاع‭ ‬الحسني‭ ‬الجديدي‭. ‬أما‭ ‬بابلو‭ ‬مارتن‭ ‬فرانكو‭ ‬فيمثل‭ ‬المدرسة‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الطاقم‭ ‬الفني‭ ‬للمغرب‭ ‬الفاسي،‭ ‬بينما‭ ‬يظهر‭ ‬أمير‭ ‬عبدو،‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬جزر‭ ‬القمر،‭ ‬كمدرب‭ ‬لحسنية‭ ‬أكادير،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬حظي‭ ‬ثلاثة‭ ‬منهم‭ ‬بالثقة‭ ‬واستمروا‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬أنديتهم‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالشعباني‭ ‬وألكسندر‭ ‬ثم‭ ‬ألميدا‭. ‬وما‭ ‬ميز‭ ‬خريطة‭ ‬مدربي‭ ‬البطولة‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬يلجأ‭ ‬فريق‭ ‬مغربي‭ ‬لخدمات‭ ‬مدرب‭ ‬من‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭.‬
‮ ‬
البطولة‭ ‬المغربية‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬مدارس‭ ‬كروية‭ ‬مختلفة
‮ ‬
هذا‭ ‬التوزيع‭ ‬يعكس‭ ‬تنوعا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدارس‭ ‬التدريبية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكفة‭ ‬تميل‭ ‬بوضوح‭ ‬لصالح‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الحال‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬الأجنبي‭ ‬أكثر‭ ‬بروزا،‭ ‬بوجود‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬رولاني‭ ‬موكوينا،‭ ‬الذي‭ ‬درب‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬والبوسني‭ ‬روسمير‭ ‬زفيكو‭ ‬والبرتغالي‭ ‬سابينتو‭ ‬مع‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬والتونسي‭ ‬معين‭ ‬الشعباني‭ ‬مع‭ ‬نهضة‭ ‬بركان،‭ ‬والبولندي‭ ‬تشيسلاف‭ ‬ميشنيفيتش‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬الجيش‭ ‬الملكي‭. ‬كما‭ ‬تعاقد‭ ‬المغرب‭ ‬التطواني‭ ‬حينها‭ ‬مع‭ ‬الكرواتي‭ ‬داليبور‭ ‬ستاركيفيتش،‭ ‬فيما‭ ‬درب‭ ‬التونسي‭ ‬عبد‭ ‬الحي‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬النادي‭ ‬المكناسي،‭ ‬والدفاع‭ ‬الحسني‭ ‬الجديدي‭ ‬بالبرتغالي‭ ‬جورج‭ ‬بيكساو،‭ ‬بينما‭ ‬أشرف‭ ‬الإيطالي‭ ‬غوغليلمو‭ ‬أرينا‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬الفاسي،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬مدرب‭ ‬أجنبي‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬استقر‭ ‬مع‭ ‬ناديه‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمعين‭ ‬الشعباني‭.‬
‮ ‬
مدربونا‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬يرفعون‭ "‬كوطة‭" ‬المدرب‭ ‬المغربي
‮ ‬
ولعل‭ ‬الملفت‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الكروي‭ ‬الوطني،‭ ‬هو‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬انتشار‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الاحترافي،‭ ‬خاصة‭ ‬بوجود‭ ‬مدربين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يتعاقدوا‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬فريق‭ ‬مغربي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬امحمد‭ ‬فاخر‭ ‬والحسين‭ ‬عمومة‭ ‬وحسن‭ ‬مومن‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬المنتخبات‭ ‬السنية‭ ‬كزكرياء‭ ‬عبوب،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬التألق‭ ‬المغربي‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مع‭ ‬الحسين‭ ‬عموتة‭ ‬وجمال‭ ‬السلامي‭ ‬وبادو‭ ‬الزاكي‭ ‬وطارق‭ ‬السكتيوي‭...‬
‮ ‬
هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬منافسة‭ ‬الأسماء‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الرواتب‭ ‬والمنح،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظل‭ ‬المدرب‭ ‬الأجنبي‭ ‬يتقاضى‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬يتقاضاه‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬شروطه‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬مساعدين‭ ‬من‭ ‬جنسيته،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬موكوينا‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬مساعدا‭ ‬مغربيا‭ ‬أو‭ ‬زينباور‭ ‬حين‭ ‬اشترط‭ ‬سبعة‭ ‬مساعدين‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‭.‬
‮ ‬
لكن‭ ‬ما‭ ‬يؤرق‭ ‬‮ ‬الأطر‭ ‬الوطنية،‭ ‬هو‭ ‬سلسلة‭ ‬الإقالات‭ ‬التي‭ ‬تستهدفهم،‭ ‬كلما‭ ‬تعرض‭ ‬فرقهم‭ ‬لأزمة‭ ‬نتائج،‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬موسمها‭ ‬الماضي‭ ‬تعاقب‭ ‬عليها‭ ‬ثلاثون‭ ‬مدربا‭ ‬أي‭ ‬بمعدل‭ ‬مدربين‭ ‬لكل‭ ‬فريق‭. ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬الانفصال‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬مادية‭ ‬ومعنوية‭.‬
‮ ‬
ورغم‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المنافسات‭ ‬قد‭ ‬منح‭ ‬للمدربين‭ ‬حق‭ ‬التدريب‭ ‬مرتين‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬الواحد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬"الفرصة‭ ‬الثانية"‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تهم‭ ‬المدربين‭ ‬المحليين،‭ ‬بينما‭ ‬يفضل‭ ‬المدربون‭ ‬الأجانب‭ ‬استبدال‭ ‬الدوري‭ ‬المغربي‭ ‬بدوري‭ ‬آخر‭.‬
‮ ‬
ولأن‭ ‬المدربين‭ ‬لا‭ ‬يسري‭ ‬عليهم‭ ‬قانون‭ ‬"الميركاتو"‭ ‬وضوابطه،‭ ‬كاللاعبين،‭ ‬فإن‭ ‬الباب‭ ‬سيبقى‭ ‬مفتوحا‭ ‬لاستقطاب‭ ‬أطر‭ ‬جديدة‭ ‬واستبدال‭ ‬الحالية‭ ‬كلما‭ ‬ساءت‭ ‬النتائج،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬العد‭ ‬العكسي‭ ‬لرقصة‭ ‬المدربين‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭.