وترأس عامل إقليم اسا الزاك يوسف خير، حفلا دينيا، انطلق بصلاة المغرب في مسجد الزاوية، تليت فيه آيات من القرآن الكريم، وذلك تزامنا مع فعاليات الموسم الديني لزاوية آسا ملكى الصالحين، الذي سيستمر إلى يوم الأحد 7 شتنبر 2025.
وإلى جانب عامل الإقليم الحدودي مع الجزائر، حضره رؤساء المجالس المنتخبة والمسؤولين الأمنيين والعسكريين ورؤساء المصالح الخارجية، والسلطات المحلية، وحشد غفير من المواطنين.
واستمر هذا الحفل في الفضاء الخارجي لزاوية أسا بفقرات من الأمداح النبوية و الأذكار الروحية التي أضفت على الأمسية نفحات إيمانية روحية، كما شكلت المناسبة محطة لتجديد صلة الرحم الروحية مع سيرة خير البرية، و فرصة للتأكيد على قيم الوسطية و الاعتدال، التي تميز الهوية الدينية للمملكة المغربية تحت القيادة الملكية لمحمد السادس.
يذكر أن موسم "ملكى الصالحين" هو حدث ديني وتراثي سنوي يقام في زاوية أسا بإقليم أسا الزاك، ويُعتبر من أهم المواسم الدينية في المغرب خاصةً في وسط القبائل الصحراوية. يستمر هذا الموسم عدة أيام حول ذكرى المولد النبوي الشريف ويعود تاريخه لأكثر من سبعة قرون، ما يجعله رمزاً تاريخياً وثقافياً وروحانياً هاماً.
وتم تصنيف موسم "ملكى الصالحين" كتراث لا مادي وطني، وهو مدرج في السجل الوطني للتراث الثقافي، كما وضعت منظمة اليونسكو الموسم على القائمة الانتظارية للاعتراف به كتراث إنساني لا مادي خلال السنتين المقبلتين. هذا الاعتراف يعكس الأهمية الروحية والثقافية للموسم على المستوى الوطني والدولي.
ويشمل الموسم برسم نسخته 2025، مجموعة متنوعة من الفقرات الثقافية والدينية، منها: ليالي الذكر والمديح التي تحييها فرق حسانية وأمازيغية، مسابقات حفظ وتجويد القرآن الكريم، ندوات علمية، إلى جانب عادة نحر الناقة، ضمن ما يعرف ب "المعروف".
ويُعد الموسم ملتقى جغرافي واجتماعي هاماً، حيث يجمع قبائل الصحراء المختلفة، ويعمل على تعزيز روابط الأخوة والتواصل بينهم من خلال العادات والتقاليد، كما يوفر منبرًا للحوار الثقافي وتبادل الخبرات وإحياء التراث البدوي.
ويعتبر موسم "ملكى الصالحين" حدثًا دينياً وثقافياً مهمًا يعزز إشعاع المنطقة، يساهم في التنشيط الاقتصادي عبر تنشيط الصناعات التقليدية، ويساهم في صون الهوية الثقافية الصحراوية، ويعد منصة لتعزيز التماسك الاجتماعي والتفاهم بين مختلف المكونات المجتمعية المحلية.