كريم مولاي: إنقاذ الجزائر يبدأ بانتخابات رئاسية مسبقة لا بإملاءات عسكرية

كريم مولاي:  إنقاذ الجزائر يبدأ بانتخابات رئاسية مسبقة لا بإملاءات عسكرية كريم مولاي
الجزائر اليوم تقف على حافة هاوية سياسية واقتصادية، رئيس غائب، سلطة مشلولة، أزمات اجتماعية خانقة، وشرعية مفقودة ، في هذا المشهد لا يمكن الحديث عن مخرج حقيقي دون التوجه نحو انتخابات رئاسية مسبقة ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا يستمر هذا الانسداد ؟ ومن يتحمل مسؤوليته ؟
 
شنقريحة في قلب الأزمة
منذ سنوات ، يمسك الفريق السعيد شنقريحة بمفاتيح القرار الفعلي في البلاد ، فهو ليس فقط قائد الجيش بل الرجل الذي يقرر من يحكم ومن يُقصى ، استمرار عبد المجيد تبون في منصبه رغم وضعه الصحي والسياسي الهشّ ليس سوى قرار مفروض ومحمِي من قبل قيادة الجيش ، وبالتالي فإن المسؤولية السياسية والأخلاقية عن هذا الوضع لا يمكن إلا أن تقع على عاتق شنقريحة نفسه ..
 
شرعية ميتة تحميها القوة
السلطة الحالية فقدت شرعيتها منذ زمن ، لم تعد تمثل الشعب ولا تطمئنه بل أصبحت مجرد واجهة هشة ، لكن ما يجعلها مستمرة هو الحماية التي يوفرها الجيش بقيادة شنقريحة ، السؤال البسيط هنا : إلى متى سيواصل حماية نظام ميت ينهب البلاد ويزيد من معاناة الشعب ؟ وهل يدرك أن التاريخ لن يرحم هذا التواطؤ مع سلطة عرجاء فاقدة للمصداقية ؟
 
الشعب يدفع الثمن
الأزمة الاقتصادية ليست قدراً سماوياً ، إنها نتيجة مباشرة لسياسة التسيير الفاشل والشرعية المزيفة. التضخم، البطالة، هروب الاستثمارات، كلها انعكاسات لانسداد سياسي يُصر شنقريحة على تكريسه بحماية رئيس غائب ونظام متآكل ، إنّ تحميل تبون وحده المسؤولية تبرئة غير مقبولة فالحقيقة أن من يملك الكلمة والقرار هو قائد الجيش ..
 
انتخابات مسبقة أو انفجار
الحل واضح : انتخابات رئاسية مبكرة ونزيهة تُعيد الشرعية للشعب وتفتح الباب أمام قيادة جديدة ، أي استمرار في هذا الوضع يعني انزلاقاً تدريجياً نحو الفوضى ، حيث لا تنفع القوة العسكرية ولا البيانات الرسمية في منع الانفجار الشعبي ..

إن شنقريحة أمام لحظة تاريخية فاصلة : إما أن يتصرف كقائد دولة فينحاز للشعب ويفرض العودة إلى صناديق الاقتراع ، أو يسجّل نفسه في كتب التاريخ كحارس لنظام ميت جرّ الجزائر إلى الانهيار ..
 
المسؤولية واضحة ولا تحتمل التأجيل ، شنقريحة هو من يقرر مصير الجزائر اليوم ، فإما أن يختار طريق الشرعية عبر انتخابات مبكرة ، أو يتحمل أمام الشعب وأمام التاريخ وزر الفوضى القادمة ..
 
كريم مولاي، خبير أمني جزائري