ويأتي هذا التكريم ليؤكد المكانة التي بات يحظى بها البرنامج لدى المتابعين والباحثين في المجال الفلاحي والثقافي والتراثي، كما يُعتبر التفاتة رمزية تحمل دلالات قوية على تقدير الجهود الإعلامية الرصينة التي تسعى إلى ربط الأجيال بماضيها وتعزيز حضور الثقافة الوطنية في المشهد السمعي البصري.
وفي اتصال لموقع "أنفاس بريس" بالصحافي بنداوود كساب، عبر عن سعادته بهذا التكريم، وأشار أنه يشكل دافعا قويا للاستمرار في الاشتغال على تيمات البرنامج التلفزيوني "خير لبلاد"، كما أكد أن هذا التكريم هو تكريم لفريق العمل وأيضا لإدارة القناة وكل الأطر والعاملين بالقناة الثانية، وفي سؤالنا عن تخصيص حلقة من حلقات "خير لبلاد" لموسم مولاي عبد الله، أوضح "بنداوود" أنه بالفعل تم تخصيص حلقة من حلقات البرنامج للغوص في عوالم الخيل والتبوريدة، بهدف التوثيق لهذا التراث الضارب في التاريخ، والذي يمثل إرثا غنيا لأكبر قبائل دكالة عبدة والشاوية وغيرها من مناطق المملكة المغربية.
وشرح "بنداوود" أن الحلقة المذكورة تتضمن بورتريهات، تكشف أسرار عشق هذا التراث المغربي الأصيل والمتفرد، كما تتطرق بالصوت والصورة لمفاهيم مرتبطة بعالم التبوريدة مثل "الوثاق" و"المحرك"، إضافة إلى أساليب "الاستعراض الحربي" في رموزه، بين "الفرادي" أو الفارس الذي يقوم بحركات واستطلاعات في ميادين العدو، ثم السرب الذي يبدع في التنقل بتناغم فوق تراب المحرك، مشكلا لوحة رائعة تبهر العيون وتسر الناظرين.
ومن المنتظر أن تسلط هذه الحلقة من برنامج "خير لبلاد" الضوء على البعض من الأسماء الذين حملوا هَم التوثيق لهذا التراث، وهم صناع المحتوى وحاملي عدسات التصوير في عالم يعج بالهوس بفنون التبوريدة، فضلا عن الاشتغال على طرق الحصول على صفة "التمقدميت" أو "المشيخة"، وأيضا كيفية تشكيل "فريق التبوريدة"، مع استحضار طابع المسابقات الإقليمية الجهوية والوطنية الذي يشكل رهانا لكل باردي.
جدير بالذكر أن برنامج "خير لبلاد"، الذي يعده ويقدمه الصحافي بنداوود كساب على القناة الثانية، يسلط الضوء على المبادرات الفردية والجماعية في تطوير الفلاحة، إلى جانب ملامسة التراث المغربي وتقديمه بلغة مبسطة وبتقنيات تصوير تراعي الحركية والدينامية.