ولد رشيد بنمزيان في بيئة مغربية مشبعة بثقافة الرياضة والمثابرة، وكان شغفه بالجري واضحا منذ صغره، حيث شارك في السباقات المحلية ثم الإقليمية، قبل أن يتوجه نحو التكوين في مجال إدارة وتنظيم الفعاليات الرياضية. مع مرور السنوات، تنقل بين عدة دول، مكتسبًا خبرة عملية في تنظيم ماراطونات وأحداث رياضية دولية، ليصبح أحد الأسماء الموثوقة في دوائر الرياضة العالمية، بفضل اجتهاده وشبكة علاقاته، تمكن من دخول عالم الماراطون العالمي، ومن ثم الانتقال إلى المكسيك حيث ترك بصمته في تنظيم نسخ ناجحة جذبت آلاف العدائين والمتفرجين.
ثقة إدارة الماراطون العالمي في بنمزيان لم تأتِ من فراغ؛ فقد راكم المدير التقني سنوات من الخبرة في تنظيم الأحداث الرياضية الدولية وتميز برؤية واضحة تجمع بين الاحترافية وحس الابتكار.
بالنسبة للمكسيكيين، أصبح اسمه مرادفا للتنظيم المتقن والتواصل الفعّال مع العدائين من مختلف الجنسيات، أما بالنسبة للمغاربة، فهو نموذج للكوادر الوطنية التي استطاعت أن ترفع راية بلدها عاليا خارج الحدود.
هذا العام، يراهن بنمزيان على جعل ماراطون ميكسيكو محطة استثنائية من خلال جوائز مالية غير مسبوقة، 50 ألف دولار لكل من الفائزين بالمركز الأول في فئتي الرجال والنساء، بالإضافة إلى 33 ألف دولار كمكافأة خاصة لمن ينجح في تحطيم الرقم القياسي للسباق. وهي مبادرة تهدف إلى جذب نخبة العدائين العالميين وإشعال المنافسة حتى الأمتار الأخيرة.
لكن دور رشيد بنمزيان يتجاوز حدود السباق؛ فهو، بحكم موقعه وخبراته، صار بمثابة سفير للرياضة المغربية في أمريكا اللاتينية، يفتح قنوات للتعاون الرياضي بين القارتين، ويعرّف بثقافة بلده أينما حل.
في لقاءاته الإعلامية، لا يتردد بنمزيان في التحدث عن التجارب المغربية في تنظيم الماراطونات، وعن الإمكانات التي يملكها المغرب في السياحة الرياضية، مما جعل اسمه يتردّد ليس فقط في أوساط العدائين، بل أيضا بين مسؤولي الهيئات الرياضية الدولية.
وبينما يترقب عشاق الجري حول العالم لحظة انطلاق ماراطون ميكسيكو، يعرف الجميع أن لمسة بنمزيان ستجعل من هذا الحدث أكثر من مجرد سباق، بل احتفالا عالميًا بروح التحدي، وبقدرة الرياضة على مد الجسور بين الشعوب.