أطلق الفاعل المدني والتربوي محمد زكري، ابن منطقة تمحضيت والمقيم بمدينة مريرت بإقليم خنيفرة، أول إصدار إبداعي له بعنوان "زكراويات: كتابة الهامش… مآتم الضحك وكرنفالات البكاء"، بعد مسار طويل من الكتابة التي وصفها بأنها "رحلة مخاض ممزوجة بمداد الحنين والوجع".
الكتاب، الصادر عن مطبعة وراقة بلال بفاس، يضم خمسين حكاية من الهامش المغربي، يستحضر فيها، كما يقول زكري، ذاكرة المكان وأرواح شخصياته التي طال انتظارها لتُروى قصصها، مؤكداً أن صدوره لم يكن ممكناً لولا "دفء الأيادي التي امتدت نحوه في لحظات التعب". ووجّه شكره للناقد والكاتب محمد العمراني على قراءته الفاحصة والمحفزة، وللفنانين محمد الزعيمي وإسماعيل هواري اللذين حملا الغلاف روح العمل وألوانه، فضلاً عن امتنانه العميق لعائلته الصغيرة التي كانت، على حد تعبيره، "الحضن الدافئ والبسمة الصافية والظل الحامي" طوال مراحل الكتابة.
ويحمل ظهر الغلاف خلاصة روح العمل، حيث يصف زكري كتابه بأنه صفحات تنبض بشذرات الحياة كما عاشها في الجبال والأزقة وعلى هوامش الزمن المنسي، مقدماً حكايات عن شخصيات لم تُصنع في الصحف ولا في كتب التاريخ، لكنها صنعت يومياتها بكرامة وإصرار. ففي "زكراويات" يلتقي القارئ بـ"عاسقين"، القائد الذي حكم ثلاثة أيام وبقي أيقونة، و"مولود أوهمي" الذي رقص على كرسي متحرك، و"جدتي حدهوم" التي كانت تقول: "الهامش ماشي قاع راه جذور".
يمزج الكتاب بين السخرية والحكمة، وبين وجع الهامش وضحكاته، مقدماً صوراً إنسانية تنبع من الذاكرة الشعبية المغربية، حيث تتحول القصص إلى مسرح، والفقر إلى شعر، والذكريات إلى سفر مفتوح بلا نهاية.
ويمثل صدور هذا العمل إضافة جديدة للمشهد السردي المغربي، ورسالة وفاء للحياة والإنسان، كما يراه مؤلفه، الذي يصر على أن "للحكاية في الهامش قلباً يخفق، لا يحتاج إلا لمن يُصغي".