ارتياح كبير خلفه قرار محاصرة أوجه البشاعة الذي فعلته الإدارة الترابية ، بعد عقود من الصور الموغلة في التخلف التي رسمت ملامح شواطئ المملكة بالشمال ( مرتيل ، وادي لاو ، المضيق ....) .
ولكن منطقة الشمال ليست مجرد شواطئ ، كما أن السياحة بدورها لا يمكن حصرها في البحر ، بل عرضها متنوع ، ومن بين ما يشملها ، هناك السياحة الجبلية ، التي لها روادها وعشاقها الذين لا يرتاحون إلا وهم يسرقون لحظات ماتعة بجوار الأنهار و الشلالات المتدفقة مياهها ، و جبالها المكسوة بغطاء غابوي متنوع .
إقليم شفشاون من بين أقاليم المملكة التي انتعشت بها السياحة الجبلية . ولا يختلف اثنان بأن هذا النشاط الاقتصادي يشكل فعلا رافعة أساسية في تنمية الإقليم .
واد القنار بإقليم شفشاون من الوجهات السياحية التي تعرف إقبالا واسعا في السنوات الأخيرة .
تدفق عشاق السياحة الجبلية على هذا الفضاء الجميل ، كان له كبير الأثر على توفير فرص الشغل الموسمية لأبناء القرية ، وبدل تفكير مختلف المتدخلين في تجويد الخدمات المقدمة للزوار ، ظلت دار لقمان على حالها على أكثر من مستوى ، وهو ما خلف استياء عميقا في صفوف الزوار الذين صدمتهم هذه السنة بشاعة المناظر التي أصبح عليها واد القنار !
زوار اعتادوا الهروب من ضجيج المدن ، بحثا عن الهدوء والطمأنينة بهذا الفضاء ، كشفوا في اتصال هم بجريدة " أنفاس بريس " بأنهم اضطروا مغادرة الفضاء قبل الأوان ، بعد أن تم احتلال جنبات الواد من طرف أشخاص ، نصٌبوا بشكل عشوائي خياما قاتم سواد لون " ميكتها" ، عارضين تحتها مواد غذائية للبيع ، أو كراسي لاستقبال الزبناء !
و أضاف المتدمرون من الحالة التي اصبح عليها الفضاء المشار إليه ، بأن " خيم الميكا الكحلة " حجبت جمالية واد القنار عن أنظار عشاقه الذين جاؤوا من بقاع الوطن للتمتع بزرقة وصفاء مياهه ، و جريانها الذي تتسلل رنته الموسيقية للأذن، فتنسي من وصلته، متاعب ومعاناة سنة من الالتزام للضوابط التي يفرضها عالم الشغل.
مجلس الجماعة الترابية وعمالة الإقليم مطالبين بتدخل عاجل لتنظيم استغلال هذه المحطة السياحية ، وحماية زوارها ، مع التفكير في فتح ورش تأهيل فضاء واد القنار ، وجعله قبلة السياحة الجبلية . وما ذلك بصعب المنال إن توفرت الإرادة الحسنة ، و تلقّح كل متدخل بحقنة من مبدأ الجدية الذي خصه الملك بخطاب سامي بمناسبة تخليد المملكة المغربية بعيد العرش سنة 2023.