صدر حديثا للدكتور محمد خلوفي المتخصص في الطب النفسي للطفل والمراهق، كتابا يحمل عنوان '' واقع الطفل في وضعية تشرد بالمغرب ' عن مطبعة دار بصمة للنشر والتوزيع بفاس ، في 231 صفحة من الحجم المتوسط لمؤلفه الدكتور محمد خلوفي ابن مدينة گلميمة الذي بها تلقى تعليمه الأولي والثانوي ليلتحق بشعبة علم النفس في فترة التسعينيات بضهر المهراز، وهو حاصل على الديبلوم العالي بالمعهد الملكي لتكوين الأطر بالرباط وعلى شهادتين للماسترين: الأولى في التربية والثانية في علم النفس الصحي الاكلينيكي، بالإضافة لكونه خريج كلية الطب وطب الأسنان بفاس تخصص الطب النفسي للطفل والمراهق، وحاصل أيضا على دكتوراه في علم النفس الاجتماعي. كما أن له العديد من المقالات العلمية في مجال الصحة النفسية وشارك في تأطير العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية وطنيا ودوليا ،وساهم الى جانب زملائه الاكلينيكيبن في العديد من القوافل الطبية وهو ايضا خبير في مجال تشخيص الاعاقات.
الدكتور محمد خلوفي من رجالات درعة تافيلالت التي تشتغل في الظل، قليل الظهور ولا يرغب في الأضواء، يعمل في صمت بكفاءته العلمية التي أثمرت كتابا يتعلق بوضعية التشرد الظاهرة التي تقلق علماء النفس والاجتماع والسياسيين والجمعويين ورجال التربية .
خصّ المؤلف كتابه بتقديم عام جاء فيه: هذا الكتاب يتناول شريحة هامة وحساسة من المجتمع المغربي والمتمثلة في شريحة الأطفال وذلك بالتركيز على إحدى فئاتها التي تعيش وضعا خاصا بمحاولة لفهم ومعرفة مختلف الظروف المعيشية التي تميز حياة الاطفال الذين يقتسمون حياتهم بين وسط الشارع والاسرة دون المدرسة ،فلا هم بهذا الوضع عاديون مثل بقية الأطفال، ولا هم متشردون، فهم مجرد معرضين مباشرين للانحراف والتهميش إذا لم يتم التكفل بهم بصفة عقلانية وهادفة.
الدراسة التي قام بها الدكتور خلوفي كما ورد في تقديمه للمؤلف يؤكد على أن "التجربة الميدانية التي اكتسبتها ما يزيد عن عشرين سنة ميدانيا كمربي وكفاعل مدني في مجموعة من المؤسسات العمومية والخاصة ومجموعة من المنظمات الدولية، كان لها دور اساسي في اختيار موضوع الكتاب حيث تقلدت منذ سنين مضت مجموعة من المسؤوليات المرتبطة بالتشرد.
الابواب والفصول معززة بأرقام ونسب وجداول واحصائيات، مما يبين أهمية الدراسة التي قام بها المؤلف بناء على معطيات وارقام محفزة للبحث العلمي الجاد.
يشار إلى أن بلدة بومية في مدينة ميدلت احتضنت الاسبوع الجاري لمة ثقافية من تنظيم الشبكة الأولى للجمعيات المحلية ببومية P.R.A.L، احتفاء بالمؤلف وكاتبه من خلال حفل تقديم وقراءة في كتاب "واقع الطفل في وضعية تشرد بالمغرب" للمفكر والباحث الدكتور محمد خلوفي في عمل جريء وصادق الذي لا يكتفي برصد الواقع، بل بكشفه مطالبا الجميع بعدم السكوت على جرح إنساني غائر في جسد الوطن بحضور نخب مثقفة ومسؤالين ومجتمع مدني.