ليست هذه المرة الأولى التي أشرف فيها على إدارة ملتقى أو حدث ثقافي أو رياضي أو فني، أو أساهم تنظيميا في تظاهرات شبيهة.
في الحقيقة تجربة إدارة مهرجان موسم سيدي أحمد بلحسن بإقليم مديونة مختلفة كثيرا عن سابقاتها، ورغم أنه كان لي دور في النسخة الماضية يتراوح بين التتبع والمواكبة والمصاحبة، إلا أن تجربة نسخة هذه السنة غنية جدا ومركبة جدا ومبدعة جدا.
بداية أشكر السلطة الإقليمية في شخص السيد عامل إقليم مديونة على ثقته وإيمانه بأطر إدارته، حيث أن منهجه يفجر طاقات هذه الأطر فيخرجون أفضل النتائج أحسن حتى من القطاع الخاص.
والشكر موصول لرئاسة المجلس الاقليمي على الثقة والطموح في تجويد إنجاز الملفات المركبة والمتداخلة.
وبطبيعة الحال شكر موصول لكل المتدخلين من أطر عمالة وأطر مجلس اقليمي وسلطة محلية وأعوانها ودرك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية وإنعاش وطني وهلال أحمر مغربي، وبطبيعة الحال رئيس مجلس عمالة مديونة ورئيس جماعة المجاطية أولاد الطالب وجمعية كنوز للمقدمين لفن التبوريدة بإقليم مديونة على جهودهم السخية.
من طبعي لا أخاف تدبير الملفات مهما كانت معقدة ومركبة، هذه مناعة اكتسبتها مبكرا في تسيير المخيمات في سن مبكرة، وتحمل مسؤوليات سياسية ونقابية مع كل ضغطها وصراعاتها، ولاحقا تسيير ملتقيات فنية وثقافية وأيام دراسية وغيرها.
تجربة الفصل الدراسي أيضا كانت حاسمة.
ولهذا فتدبير مهرجان موسم سيدي بلحسن بكل تعقيداته هو امتداد لتدبير ملفات أعقد كمرفق النقل المدرسي بالعالم القروي، وبرنامج أوراش عامة كبرى وصغرى مؤقتة، واتفاقيات الشراكة والتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، والملفات القانونية وغيرها من الملفات التي تحتاج جهدا وذكاء وصبرا وطول نفس.
ما يساعد على ربح رهان تدبير هذه الملفات والأخرى هو وجود رؤية تنموية وأرضية ملائمة للاشتغال، إذ بوجود هذه الأرضية التي توفرت عمليا منذ سنة 2019، وتطورت اليوم بشكل كبير، يساعد على تيسير إنجاز هذه الملفات وتذليل الصعوبات التي تعترضها.
طيلة مرحلة الاعداد المادي واللوجيستيكي للمهرجان، وطيلة أيام المهرجان من 23 إلى 27 يوليوز 2025، اشتغلنا كل من موقعه كفريق واحد بنفس الجهد والطموح والأمل.
صحيح أن دور المدير الفني معقد وأفقي ومترامي، ولكن المؤكد أننا كنا فريقا واحدا يبلور وينفذ وينجز مسلحين برؤية اقليمية استراتيجية وأرضية صلبة تطورت منذ 2019 كما سبق.
وبغض النظر عن مهمة تتبع ومواكبة جودة التغذية وتجهيزات المهرجان من خيمة رسمية ومكبرات صوت وتنشيط ومدرجات التي يجمع كل المتتبعين والحضور والزوار والمراقبين على جودتها العالية والقفزة المحققة هذه السنة، فإن من أصعب المهام التي كنت حريصا كمدير فني تدبيرها هي التنسيق مع السربات والجمعية المسيرة والأجهزة الأمنية من درك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية وانعاش وطني وهلال أحمر وإعلام، وبطبيعة الحال التنفيذ الصادق والأمين لبرنامج حفلي الافتتاح والاختتام، والأهم تدبير الحوادث العرضية التي تطرأ عادة في مثل هذه المناسبات، ولا سيما في حفل الاختتام الذي يكون لحظة مركبة وحاسمة في عمر المهرجان بكل تفاصيله.
لن أبسط هنا ما تم القيام به فهو من مهام الإدارة الفنية والإدارية وهي ملزمة بإنجازها وإنجاح تدبيرها، وهي مهام معروفة على كل حال بداية من المساهمة في وضع الفلسفة العامة للمهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وغيرها، وتتبع تنفيذها، والتنسيق مع مختلف الشركاء أفقيا وعموديا، لكن الأهم الذي يجب الإشارة إليه هو:
- النجاح الكبير لنسخة 2025 والتي عرفت إشادة واسعة من الزوار والمتتبعين والمشاركين والمراقبين
- تجارب تدبير الصعوبات والمخاطر الطارئة عند تدبير فقرات المهرجان والصعوبات الطارئة في حفلي الافتتاح والاختتام.
- الاستنتاجات والخلاصات التي تساعد على تطوير النسخ القادمة إن شاء الله.
سعيد جعفر، المدير الفني والاداري لمهرجان موسم سيدي أحمد بلحسن بإقليم مديونة