أحمد فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (6)

أحمد فرس كما عرفته عن قرب.. سلسلة حكايات لم ترو من قبل (6) المرحوم أحمد فرس في لحظة ضحك هستيري رفقة الصحافي الرياضي المصري علاء عزت علم الدين بالمحمدية سنة 2013
يمثل الراحل أحمد فرس استثناء في الكثير من الأمور، منها ماهو معروف مثل عدم توفره على هاتف محمول أو سيارة وتواضعه المثير وغير ذلك. لكن هناك أشياء لا يعرفها إلا من عاشره عن قرب لبضع سنوات.

شخصيا وأقول هذا بدون مبالغة، أعتبر فرس من الآباء القلائل جدا الذين يهتمون بأسرهم.
كان هاجس المرحوم هو الاهتمام بأولاده الثلاثة وبناته الثلاث أيضا.
كان فرس هو من يتكفل باقتناء كل شيء..تجده يوميا بجوطية المحمدية لشراء الخضر والفواكه واللحوم..
بعد مغادرة المقهى كنت أنا من يوصله إلى بيته لأنه في طريقي. كان ينزل في كل مرة بباب القصبة ليشتري الخبز..كان يجد سعادته وراحته في ذلك هذا علما أن أبناءه الثلاثة حمزة وعصام وماهر يمكن أن يعفوه من ذلك..ولكن هو كان يرى أبناءه دائما صغارا ومستعد لخدمتهم وتلبية حاجياتهم..

هناك مشهد لن أنساه أبدا..
كانت جمعية قدماء لاعبي شباب المحمدية قد نظمت رحلة إلى مدينة آسفي لإجراء مباراة استعراضية ضد قدماء أولمبيك آسفي..
كنت ضمن البعثة إلى جانب بعض الصحافيين، بل وشاركنا جميعا في المباراة، وهو إحساس جميل أن ترتدي قميص شباب المحمدية وتلعب إلى جانب فرس وعسيلة وقاري وبلمير وغيرهم..أتذكر أنني دخلت في الشوط الثاني مكان اللاعب المبدع عبد الإله..
الأمر الذي لن أنساه هو أنه مباشرة بعد قضاء ليلة بأسفي والعودة إلى المحمدية والنزول من الحافلة، أخذت سيارتي التي كانت مركونة ب"بارك" المدينة، ومررت بالقرب من بيت أحمد فرس، فإذا به أراه وهو يحمل على كتفيه "بوطا كبيرة".. أشرت إليه بالسلام وفي اليوم الموالي سألته بالمقهى: "واش تسانوك حتى تجي باش تجيب البوطة؟"، فرد علي بأنه هو من يشدد على ذلك وإلا سيقلق..

إضافة لاعلاقة لها بما سبق:
كان أحمد فرس عكس ما يعطي من انطباع لمن لا يعرفه عن قرب، أنه رجل جدي ولايعرف للضحك طريقا.
لكنه، رحمه الله كان صاحب نكثة وعندما ينخرط في الضحك فانتظر فترة قبل أن يتوقف.
حكى لنا مرة أنه
عندما كان يشتغل بالبنك، دخل رجل إلى الوكالة وقال إنه يسأل عن أحمد فرس..استقبله المرحوم وسلم عليه..
قال له الرجل: أطلب منك المسامحة..
صمت فرس ليعرف الموضوع..
أنا سائق شاحنة كبيرة منذ 38 سنة وقد تقاعدت قبل شهر، واسمي العائلي هو فرس مثلك..وكلما كان رجال الدرك الملكي يوقفونني كنت أشهر في وجوههم بطاقتي الوطنية وأقول لهم: أنا أخ اللاعب أحمد فرس، فيسمحون لي بالانصراف، دون أن تسجل ضدي أية مخالفة أو أؤدي ذعيرة طيلة 38 سنة..وهآنا جئت من مدينة سطات إلى المحمدية لأطلب السماحة..

ابتسم فرس وقال للرجل: أنا مسامحك وأنا أدعوك أن تستمر في استغلال اسمي في واعتبر نفسك أخا لي..
انخرط كل من سمع الحكاية بالمقهى في موجة من الضحك، لم يوقفها إلا أذان صلاة المغرب..