فوسفاط بلاد أحمر مرتبط جغرافيا بفوسفاط منطقة خريبگة، إلا أنه غني بالحامض الفوسفوري، وهو متواجد بكل من نواحي سبخة زيما، مرورا بمنطقة المصابيح إلى نواحي شيشاوة (جبل تلدا)، إلا أن الكميات الكثيرة منه تتواجد بالمناجم التي تنطق مركز "لوي جانتي" اليوسفية حاليا، شرقا وشمالا وجنوبا.
وعموما فقد كان فوسفاط بلاد أحمر معروفا منذ سنة 1919ميلادية حسب العديد من المصادر، غير أن اكتشاف رواسبه فلم يتم إلا في سنة 1929م، من قبل (NOGARET)، ليتم الشروع في استغلاله ابتداء من سنة 1932م.
وبالنظر لضعف التقنيات التي كانت مستعملة في استخراجه في البداية (يد عاملة غير مؤهلة، تشغيل الأطفال، اعتماد الحيوانات في عملية التنشيف....)، وآثار الأزمة العالمية لسنة 1929م، والحرب العالمية الثانية، فقد بقيت وثيرة الإنتاج جد محدودة إلى حدود سنوات الخمسينيات من القرن الماضي.
وكانت الكميات المستخرجة من الفوسفاط، تمر عبر عدة مراحل (الاستخراج، النقل، الغسل، التنشيف...)، ليتم نقلها بعد ذلك في البداية إلى ميناء مدينة الدار البيضاء، ومع انتهاء الأشغال من خط السكك الحديدية الذي يربط بين اليوسفية وأسفي ابتداء من سنة 1936م، شرع في نقل الكميات المستخرجة من فوسفاط مناجم اليوسفية إلى ميناء مدينة آسفي.
وعند نهاية الحرب العالمية الثانية، تطور الإنتاج بشكل ملحوظ، ليصل عند الإعلان عن الاستقلال سنة 1956م، إلى 1,2 مليون طن، وفي سنة 1972م إلى 3,3 مليون طن، ثم إلى 6 مليون طن.
اكتشاف واستخراج معدن الفوسفاط من هضبة الگنتور، ساهم في خلق مركز عمالي أطلق عليه اسم الجيولوجي الفرنسي (LOUIS GENTIL)، بمواصفات أوربية من حيث تصميمه وهندسته المعمارية، والمباني وشكلها...كما ساهم في تكوين تشكيلة اجتماعية متنوعة، من مختلف مناطق المغرب، كان لحمولتها الثقافية والاجتماعية، أثر كبير في أنسنة المركز العمالي وهضبة الگنتور، وغرس قيم إنسانية نبيلة تشكل المشترك بين أبناء المدينة.
إن مدينة اليوسفية تستحق أن نطلق عليها "هبة نجد الگنتور"، كما سبق وعنونت أحد المقالات في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وهو ما ينطبق على مركز إيغود، فكل ما عرفه وسيعرفه هذا المركز الحضري من دينامية في مختلف المجالات، له علاقة وطيدة بالمعلمة الجغرافية جبل إيغود سواء في فترة الحماية، أو منذ الشروع في أبحاث الأركيولوجية إلى حدود سنة 2017 ميلادية.