أريري: برشلونة.. "الكيلومتر صفر" لإطلاق عداد المغاربة المجنسين بإسبانيا

أريري: برشلونة.. "الكيلومتر صفر" لإطلاق عداد المغاربة المجنسين بإسبانيا الزميل عبد الرحيم أريري( يسارا) مع عبد الرحيم بلمهدي
إذا كانت كل مدينة في العالم تتوفر على نقطة مرجعية لقياس المسافات بينها وبين باقي مدن العالم، فإن مدينة برشلونة لم تشذ عن القاعدة. هذه النقطة المرجعية تسمى: "الكيلوميتر صفر"  (Kilomètre Zero).
 
ففي الدار البيضاء مثلا، توجد هذه النقطة المرجعية أمام فندق حياة ريجنسي.
في باريس توجد النقطة أمام كنيسة "نوتر دام".
في مدريد توجد النقطة في "بويرتا ديل سول".
في واشنطن توجد هاته النقطة أمام مبنى البيت الأبيض. وهكذا ذواليك.
 
أما في برشلونة فيوجد "الكيلوميتر صفر" في مقهى "زويريخ"Zurich، بقلب عاصمة الكاطالان. وهو ما يعطي جاذبية خاصة لهذه المقهى، ليس لأنها تقدم قهوة جيدة فقط، أو لكون مستخدميها "على القرص" وسريعي الاستجابة لتلبية طلبات زبناء المحل، أو لكون الجلوس فيها يمنح للمرء إمكانية رصد تراقصات عشرات آلاف المارة العابرين للساحة المركزية، بل لكون ارتياد هذه المقهى من طرف العديد من الزبناء يمنحهم إحساس شرعية الإمساك "بالعداد صفر" لاحتساب المسافات بين مختلف مدن الكون.
 
لقائي بالأخ عبد الرحيم بلمهدي، رئيس جمعية المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان بإسبانيا وأحد قدماء المغاربة بالعاصمة الكاطالانية، بمقهى "زويريخ"، خضع لنفس الطقس، لكن ليس لاحتساب المسافات بين برشلونة وباقي مدن العالم، ولكن لحساب توزيع مغاربة العالم على مدن إسبانيا، الذين يصل عددهم بهذا البلد إلى حوالي مليون و100 ألف شخص، ثلثهم تقريبا يوجد في جهة كاطالونيا، حيث يمثل المغاربة 28% من مجموع سكان هذه الجهة، خاصة بمدينة Terrassa.وهو ما يمنح المغاربة وزنا وثقلا في ميزان المعادلات السياسية والانتخابية بإسبانيا ككل، علما أن نسبة المغاربة المجنسين بالجنسية الإسبانية مرتفعة مقارنة مع باقي الجنسيات ( هناك 179 جنسية تتعايش بإسبانيا). 
 
يكفي فقط الاستشهاد بالأرقام الخاصة بالفترة الممتدة بين 2018 و2024 التي عرفت منح الجنسية الإسبانية لحوالي 261.000 مغربي، دون احتساب المغاربة المجنسين خلال المراحل السابقة عن هذا الإحصاء. 
 
المؤسف أنه بقدر ما توجد هذه الكتلة الديمغرافية المغربية المهمة داخل رادار الأحزاب السياسية الإسبانية( بيمينها ويسارها ومتطرفيها)، ووفق حسابات كل حزب إسباني، نجد رادار الأحزاب المغربية يغيب مليون و100 ألف مواطن يقيم بإسبانيا.
 
بل وتغيب الأحزاب 5 ملايين مغربي يعيشون في المهجر بمختلف دول المعمور، حيث لايتم النظر لمغاربة العالم سوى كونهم "بزطام كبير" تحلب منهم الخزينة العامة العملة الصعبة أثناء التصويت على الميزانية العامة بالبرلمان. بينما الدفاع عن حقوق مغاربة العالم واستغلال انخراط الأحزاب المغربية في أمميات وائتلافات دولية لدفع الأحزاب الأوربية أساسا بتمكين مغاربة العالم من كافة حقوقهم وكرامتهم، فهذا ليس بالأمر الوارد في كناش تحملات الهيآت السياسية بالمغرب.
 
أما رؤية الأحزاب المغربية وهي تنخرط في دينامية الإبقاء على جذوة التواصل بين مغاربة العالم وبين وطنهم قائمة، فذاك يدخل في خانة "الخيال العلمي".