بوكماز لها حس من التنظيم والتعبئة بمستوى عالي ، قادرة على إسماع صوتها لمن يعنيهم الأمر وقد ظهرت مقوماته ونقط قوته في الصور التي تداولتها كثير من المواقع الوطنية والدولية .كما تبين ان عمل المجتمع المدني حاضر بقوة وله من الإمكانات مايجعل منه مجالاخصبا لتأهيل المنطقة للدفاع عن خصوصياتها. فرغم المطالب البسيطة في حدودها الدنيا يبدو ان خروج الساكنة للإحتجاج دليل ورد عملي على ادعاءات الحكومة الفاشلة. الواقع عنيد لايقبل الماكياج والحقيقة جلية تأبى النسيان . لقدعرت واقعا مأساويا للمغرب المنسي والمهمش الذي لايوجد سوى في الخريطة أما الواقع فشيء آخر .صرختهم تفضح إدارة غير متواصلة وغير مبادرة وتفتقد للحس الاستباقي الذي ساهم بشكل كبير في توثر الأوضاع وتبين أننا أمام أجهزة معطلة غير مستوعبة لتطور الاحداث فكيف نراقب تدفقا جماهيريا من مختلف الأعمار وقد تجهز بالعزيمة والإصرار وكل الوسائل المتاحة ليقطع مسافات طويلة من أجل إيصال صوته لمن يعنيه الأمر وهو يرسل عدة إشارات لايمكن إغفالها . دون أن نلمس تحرك مسؤول للالتحاق بهم في أول خطوة. مسيرتهم نحو العمالة تحديدا يعني فقدان الثقة في كل المكونات الأخرى ورفض التحاور معها . مما يطرح تساؤلا لماذا لم يتنقل العامل إلى عين المكان هل بالضرورة تنتقل دائما الساكنة في مسيرات احتجاجية نحو العمالة أم ان على العكس كان الأولى زيارة المنطقة والجلوس مع الساكنة ومناقشة المشاكل في عين المكان .
بوكماز ذاك المغرب المنسي الذي عانى من قهر المركز كباقي المناطق المشابهة يطالب بأدني شروط العيش طبيب وطريق معبدة وشبكة هاتف . بوكماز قالت لنا بالصوت العالي رغم تشبتها بالأرض التي احتضنت ابناءها وغير مستعدة للتفريط فيها لاتقبل التهميش، مستعدة للدفاع عن وجودها وتستطيع إبلاغ صوتها دون حاجة إلى وسيط لتوجه رسالة لمن يعيش المثل.درس نموذجي في النضال .لم نشهد لجنة تحاصر الأزمة في عين المكان ولا تصريحا يوضح حيثيات المشكل حكومة موات لا صدى لها ولا كلمة وهي تتبنى سياسة النعامة في التعامل مع مشاكل الناس .لقد رسخت ثقافة الإحتجاج لإسماع الصوت بعدما غابت وساطة المجتمع المدني ونحن نعاين كيف يسعى وزير العدل للقضاء عليه في عملية تشريع سالبة للحرية ومصادرة للحق في التدخل .من غريب الصدف او المضحك المبكي أن نسمع رئيس الحكومة ينعثها في كل مرة بالاجتماعية وهي بريئة من هذا الوصف براءة الذئب من قميص يوسف .
بوكماز فضحت سلوك إدارة مركزية بيروقراطية لاتعترف بالهامش وغير مدرج في اجندتها . احيي عاليا هذه المنطقة العزيزة التي اعطتنا درسا بليغا في الإنتماء و فرصة نسترجع فيها جذوة النضال من أجل ضمان تكافؤ الفرص في المجال بما يعزز من شعار " التوزيع العادل للثروة " و كيف ندافع عن حقوقنا ووجودنا ...!!!