عددها 121 وتتوصل بدعم 18 مليون درهم: جمعيات حماية المستهلك.. ديكور أم جدار واق ضد الغلاء؟!

عددها 121 وتتوصل بدعم 18 مليون درهم: جمعيات حماية المستهلك.. ديكور أم جدار واق ضد الغلاء؟! رغم وجود 121 جمعية لحماية المستهلك تتلقى دعما سنويا يفوق 18 مليون درهم
توجد‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬حسب‭ ‬آخر‭ ‬إحصاء‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬سنة‭ ‬2022،‭ ‬حوالي‭ ‬121‭ ‬جمعية‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬تراب‭ ‬المملكة‭. ‬تتلقى‭ ‬دعما‭ ‬ماليا‭ ‬يقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬18‭.‬150‭.‬000‭ ‬درهم‭ ‬بمعدل‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬للجمعية‭ ‬الواحدة‭ ‬لتغطية‭ ‬مصاريف‭ ‬كراء‭ ‬المقر‭ ‬وتوظيف‭ ‬كاتبة‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬المقر‭ ‬وتلقي‭ ‬شكايات‭ ‬المواطنين‭ ‬ومعالجتها‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية،‭ ‬وأيضا‭ ‬مصاريف‭ ‬التنقل‭ ‬وغيرها‭.‬

لكن‭ ‬واقع‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬ينطق‭ ‬بصراحة،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬ديكور‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬فوضى‭ ‬الأسعار‭ ‬وضعف‭ ‬الخدمات‭..‬
إذ‭ ‬تنحصر‭ ‬أدوارها‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬والتحسيس‭ ‬بتنظيم‭ ‬ندوات‭ ‬أو‭ ‬حملات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية؛‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬وتلقي‭ ‬شكايات‭ ‬المواطنين‭.‬

ودون‭ ‬التنقيص‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬لها‭ ‬مكانتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬أدوارا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬هاته‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تلقت‭ ‬الدعم‭ ‬المناسب،‭ ‬وإدماجها‭ ‬فعليا‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬المراقبة‭ ‬المحلية‭ ‬ومنحها‭ ‬فرصة‭ ‬ولوج‭ ‬البرلمان‭ ‬لاقتراح‭ ‬مشاريع‭ ‬قانونية‭. ‬فهي‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬ومن‭ ‬مشاكله‭ ‬عبر‭ ‬تواصلها‭ ‬اليومي‭ ‬معه‭.‬

فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬واضحة‭ ‬وتهتم‭ ‬فعلا‭ ‬بمكافحة‭ ‬المضاربين‭ ‬وضبط‭ ‬الأسواق‭ ‬وتدبير‭ ‬الأسعار،‭ ‬فلم‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الإنصات‭ ‬إلى‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬الذين‭ ‬اكتسبوا‭ ‬الخبرة‭ ‬والتجربة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬اقتراحتهم‭ ‬مثل‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬وطني‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬لأنها‭ "‬دم‭ ‬الاقتصاد‭" ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬لأنها‭ ‬تشكل‭ ‬مصدر‭ ‬باقي‭ ‬الزيادات‭.‬

ثم‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تنتقل‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬من‭ ‬وضعية‭ ‬متابع‭ ‬ومتلق‭ ‬للشكايات‭ ‬إلى‭ ‬صفة‭ ‬تقريرية‭ ‬في‭ ‬شكايات‭ ‬المواطنين‭ ‬ومنحها‭ ‬إمكانية‭ ‬الانتصاب‭ ‬كطرف‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭..‬؟
لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لإعطاء‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬عوض‭ ‬صرف‭ ‬ميزانية‭ ‬مهمة‭ ‬عليها‭ ‬لتبقى‭ ‬ديكورا‭ ‬باهتا‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬فوضى‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭..‬