محمد سالم الشافعي: هجوم البوليساريو على السمارة يفتح قضية المنطقة العازلة

محمد سالم الشافعي: هجوم البوليساريو على السمارة يفتح قضية المنطقة العازلة محمد سالم الشافعي
أعاد الهجوم الذي تعرضت له مدينة السمارة، يوم الجمعة 27 يونيو 2025، والذي نفذته عناصر مسلحة تابعة لتنظيم البوليساريو، بواسطة صواريخ من نوع أغراد والتي تعرف باسم B11، فتح النقاش مجددا من طرف عدد كبير من الباحثين و المهتمين والمتابعين لقضية الصحراء وحول المنطقة العازلة، هذا النقاش الذي تزامن مع ناقش قانوني دائر داخل أروقة الكونغرس الأمريكي، لإعداد مشروع قانون سيتم بموجبه تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية.
هؤلاء المهتمون، طالبوا من خلال نقاشهم بضرورة استرجاع المغرب للمنطقة الصحراوية الخالية الممتدة على حدود موريتانيا والتي تسمى بالمنطقة العازلة، والتي تطلق عليها جبهة البوليساريو المناطق المحررة، والتي حولتها إلى بؤرة تهدد أمن وإستقرار المنطقة إقليميا.
وكان الجيش الموريتاني قد سبق وأن أغلق منطقة "لبريكة" مانعا ما يسمى بالجيش الشعبي الصحراوي من المرور عبر تلك المنطقة، الأمر الذي دفع قيادة البوليساريو إلى إرسال ما أسمته وفدا أمنيا إلى المسؤولين بموريتانيا، لعلها تتراجع عن قرارها لكن دون جدى، وحسب ذات المتابعين فإن هذا القرار الذي اتخذته موريتانيا لا يمكن عزله عن سياق إقليمي وواقع أمني هش، تعرفه حدود كل من موريتانيا ثم مالي والجزائر، كما أجزم متابعون لقضية الصحراء بأن تكرار تسلل عناصر البوليساريو إلى منطقة "لبريكة" باتجاه المنطقة العازلة عجل بالقرار الذي اتخذه الجيش الموريتاني في حق المعبر الحدودي القريب من مخيمات الصحراويين بتندوف بالجزائر.
كما أن هؤلاء المهتمين يلحون على المملكة المغربية بضم المنطقة العازلة، بعدما تبين أن الجزء الحدودي المحاذي للصحراء المغربية أصبح نقطة تسلل لعناصر من جبهة البوليساريو، كل مرة من أجل تنفيذ عملياتها الاستفزازية، وذلك بإرسال مقذوفات إلى مدينة السمارة، هذا الضم الذي يرى هؤلاء بأنه أصبح أمرا ملحا بعدما عاينت ووثقت بعثة المينورسو هذا النوع من الأعمال التي تصنف بأعمال إرهابية.
مراقبون كذلك يتوقعون أن يؤدى المشروع الأمريكي، إذا تم تبنيه، إلى توفير غطاء دبلوماسي و قانوني للمغرب من أجل التحرك لإستعادة المنطقة العازلة، بهدف تأمين حدوده من الاعتداءات المتكررة التي تنفذها البوليساريو.
وللإشارة فإن هذا هو الهجوم الثالث في أقل من عام، تنفذه مليشيات البوليساريو، كان إحدى هذه الإعتداءات قد أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، بالإضافة إلى قصف مدينة المحبس خلال احتفالات الذكرى 49 للمسيرة الخضراء في نونبر 2025.
كل هذه الأحداث المتلاحقة التي قامت بها مليشيات الجبهة والتي تباهت بها في بيانها مؤخرا بتحقيق خسائر بشرية ومادية جسيمة، لكن الواقع كذب ذلك، الأمر الذي يجعل قيادة البوليساريو تقيم الحجة عليها.
كما أن تحرك المؤسسة التشريعية الأمريكية، من طرف نائب جمهوري "جو ويلسون" بدعم الديمقراطي جيمي بانيتا، بتقديمهنا لمشروع قانون يوم الخميس 26 يونيو 2025 يطالب بتصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي أجنبي، الأمر الذي سيزكي خطوات المملكة المغربية في استرجاع المنطقة العازلة لإيقاف مثل هذه الإنتهاكات.

محمد سالم الشافعي، صحافي وكاتب