اجتمعت وكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة الدولية يوم الجمعة 27 يونيو 2025، في الجزائر لمناقشة تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات اللاجئين بتندوف.
أبرز الاجتماع النتائج الأولية للبحث تغذوي حديث يكشف عن مستويات مقلقة من سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء، مما يدفع السكان إلى حافة حالة طوارئ حقيقية.
ووفقًا لبيان صحفي مشترك صادر عن وكالات الأمم المتحدة المتواجدة في الجزائر - بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) -
فقد بلغ معدل سوء التغذية الحاد العام (GAM) في المخيمات الى 13.6%، حيث يمثل هذا الرقم أعلى قيمة مسجلة منذ عام 2010 و يتجاوز عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية، مما يشير إلى أزمة غدائية وشيكة.
البحث، الذي أجرته جامعة كوليدج لندن (UCL) بالتعاون مع المنظمة الإيطالية غير الحكومية CISP وبدعم من وكالات الأمم المتحدة، والهلال الأحمر الجزائري، والسلطات الجزائرية، يرسم صورة قاتمة:
-طفل واحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من التقزم (تأخر النمو).
-أكثر من 65% من الأطفال و 69% من النساء في سن الإنجاب يعانون من فقر الدم.
- 25% فقط من الأسر التي شملها البحث تظهر مستوى مقبولاً من التنوع الغذائي.
أسباب عميقة وأزمة مالية:
أن هذه النتائج تندرج ضمن اتجاه تدهور كان واضحًا بالفعل.
صرح بكل ارتياح بوهابيني وهو مسؤول جزائري أن: "هذه النتائج لا تفاجئنا، لقد أظهر المسح الغدائي لعام 2019 بالفعل زيادة في مؤشرات سوء التغذية، وأكد بحث عام 2022 استمرار التراجع. ما نراه في عام 2025 هو تأكيد لأزمة تتعمق باستمرار".
ومن بين الأسباب الرئيسية لهذا التصعيد، ذكر بوهابيني، جائحة كوفيد-19، واستئناف النزاعات المسلحة، والتضخم، والارتفاع الكبير في الأسعار، مشيراً أن في عام 2019، كانت تكلفة طن الغذاء من برنامج الأغذية العالمي للاجئين بتيندوف هو 492 دولارًا. في عام 2024، ارتفعت التكلفة إلى 782 دولارًا، و في عام 2021، كان 18 مليون دولار كافياً لتغطية الغذاء ووجبات المدارس وبرامج التغذية. ولكن في عام 2024، وصلت 23 مليون دولار غطت 62% فقط من تلك الاحتياجات."
السلطات الجزائرية (دولة الغاز و البترول) استلمت 34% من 103.9 مليون دولار المطلوبة من خطة الاستجابة للاجئين (SRRP) لعام 2025.
ومع ذللك تشير ميليشيات البوليساريو أن هذا خلق الفجوة تعيق بشكل كبير قدرة الشركاء على توفير الغذاء والخدمات الصحية.
نداء للعمل الفوري
حذرت سافينا أمّاساري، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الجزائر، قائلة: "هذه أسوأ أزمة غدائية خلال السنوات العشر الماضية. بدون عمل فوري وجماعي، فإن صحة وتنمية آلاف الأطفال والنساء معرضة للخطر."
استجابة لهذا الوضع الحرج، تتعاون المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي في خطة استراتيجية مشتركة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة ومنع المزيد من التدهور.
تحث الأمم المتحدة والسلطات الجزائرية بقوة المجتمع الدولي على التحرك بسرعة وسخاء ومسؤولية قبل أن يصبح الوضع لا رجعة فيه.
للاسف أصبح الوضع الإنساني كارثي بمخيمات تندوف بالجزائر بسبب إستغلال الوضع لمصالح الكابرانات ومليشيات البوليساريو التي دائما ما حولت هذه المساعدات للبيع بالموانىء الجزائرية.
عادل العسري، فاعل حقوقي مهاجر بإيطاليا