بقلم الدكتور أنور الشرقاوي، بمساهمة الدكتور فؤاد الرقيوق رئيس الجمعية المغاربية لأمراض الغدد والسكري والتغذية SMEDIAN
من 16 إلى 19 أكتوبر 2016، تستضيف مدينة مراكش النسخة العشرين من المؤتمر المغاربي حول أمراض الغدد الصماء، السكري والتغذية، بمشاركة نخبة من الأطباء والخبراء من دول المغرب العربي والغربي.
وسيكون احد محاور هذا الحدث العلمي الهام هو الغدة الدرقية، هذا العضو الصغير في مقدمة الرقبة، والذي يلعب دوراً حيوياً في تنظيم حرارة الجسم، ضربات القلب، والنمو، وكذلك التوازن الهرموني العام.
علاجات جديدة لقصور الغدة الدرقية
في ندوة علمية منتظرة، ستتطرق البروفيسورة هند العراقي إلى التركيبة الجديدة لأدوية تعويض هرمونات الغدة الدرقية، التي تُعطى غالباً للمرضى الذين يعانون من نقص في إفراز هذه الهرمونات (ما يُعرف بـ "قصور الدرقية" أو Hypothyroïdie).
ورغم أن فعالية الدواء تبقى ثابتة، فإن تغيير التركيبة أثار جدلاً عالمياً حول امتصاص الجسم له، وتحمله من طرف المرضى، وخصوصاً حالات الحساسية الدقيقة التي تتطلب تكييف الجرعة. وستكون هذه النقاط موضوع نقاش علمي دقيق ومفتوح.
التشخيص الجزيئي: ثورة في فحص عقيدات الغدة
البروفيسور فيصل الكندوز سيعرض تطورات التحاليل الجزيئية الحديثة التي تُستخدم لتحليل عينات الخلايا المأخوذة من عقيدات الغدة الدرقية، خصوصاً عندما تكون نتائج الخزعة غير واضحة أو "غير حاسمة".
هذه التحاليل تتيح الآن تقدير احتمال وجود ورم سرطاني بدقة أكبر، ما يسمح بتفادي عمليات جراحية غير ضرورية، ويوجه الطبيب لاتخاذ القرار العلاجي الأمثل.
إنها قفزة نوعية في التشخيص والطب الدقيق.
العلاج بالحرارة THERMOABLATION: بديل حديث للجراحة
الدكتور فؤاد الرقيوق سيقدم عرضاً متقدماً حول العلاج الحراري أو "الترموأبليشن"، وهو تقنية طبية جديدة تسمح بمعالجة بعض عقيدات الغدة الدرقية دون اللجوء إلى الجراحة.
يتم هذا العلاج عبر إدخال إبرة دقيقة توجه حرارة مباشرة نحو العقيدة، مما يؤدي إلى تقليص حجمها أو اختفائها، دون إزالة الغدة بالكامل.
هذا الحل يعتبر آمناً، سريعاً، وأقل إيلاماً، خصوصاً للمرضى الذين لا يتحملون العمليات الكلاسيكية يؤكد الدكتور فؤاد الرقيوق من الأخصائيين الأولين في تقنية thermoablation
نحو طب درقي أكثر دقة وإنسانية
المؤتمر المغاربي العشرون يبرز كمحطة استراتيجية لتحديث طرق تشخيص وعلاج أمراض الغدة الدرقية، اعتماداً على التكنولوجيا، والطب الشخصي، واحترام الخصوصيات الفردية للمريض.
وفي قلب هذا المشهد العلمي المتجدد، تكرس مدينة مراكش موقعها كعاصمة مغاربية للعلم والطب، وجسراً بين الخبرات المحلية والدولية.