خليل البخاري: التقويم الذاتي عملية لازمة في الحقل التربوي

خليل البخاري: التقويم الذاتي عملية لازمة في الحقل التربوي خليل البخاري
مع نهاية كل موسم دراسي وتوقيع الاساتذة على محاضر الخروج ،قليل منهم من يجري تقويما ذاتيا لعمله طيلة السنة الدراسية. ويظل التقويم الوحيد هو ذلك الذي يشرف عليه المشرف التربوي"المفتش" داخل الفصل الدراسي ويبدي فيه بملاحظاته وتوجيهاته. وهو تقويم في نظري غير كاف وغير مقنع.

إن التقويم الذاتي للمدرس هو نشاط تعليمي وتربوي واخلاقي. وهو كذلك عملية لازمة واستراتيجية ضرورية وتلقائية. فكل عمل تربوي لايتبعه تقويم هو عمل ناقص لايساعد على ان يكون حافزا مساعدا لتطوير الاداء وتحسين ظروف العمل.  فبالتقويم الذاتي وادواته وشروطه الموضوعية ستكون اعمالنا افضل حالا ومآلا.

وهناك عدة اشكال من التقويم الذاتي في الحقل التربوي: التقويم المباشر وغير المباشر، التقويم اللحظي وبعيد المدى، ومنها الذاتي وغير الذاتي..واهميته لكل من يعمل في المجال التربوي من اساتذة وإداريين وتلاميذ..

ونحن على مشارف نهاية الموسم الدراسي. على كل مدرس ان يفكر في مراجعة ذاته ليرى مدى ما انجزه خلال الموسم الدراسي مع تلامذته في كل الحصص الدراسية.  وماهي المخرجات التي خرج بها  وماهي الصعوبات الاي واجهته . وهل تمكن من تجاوز البعض منها؟وما مدى تأثيرها في جودة العمل وإثقانه؟

إن التقويم الذاتي هو عملية مراجعة  ذاتية وشاملة لكل جوانب العمل التربوي للحصول على التغذية الراجعة الضرورية لإنجازات أكثر إثقانا. فالمدرسون يحتاجون الى تطوير في بعض الجوانب التدريسية التي يدركون حقيقة ضعفهم وعدم تمكنهم مت أدائها على الوجه الاكمل وبما يرضي ضميرهم المهني  والاخلاقي.

مع الاسف، لازلنا نفتقد الى استراتيجية التقويم الذاتي  وتربية الضمير  المهني.  فهناك البعض  ممن  يمتهنون التدريس، مصابون بعقدة النرجسية ويحسبون ان الشهادة الجامعية او الماستر..كافية ليكونوا مدرسين في المستوى المطلوب لمهنة التدريس  ولايدركون أنهم محتاجون للعلم والمتابعة لكل المستجدات والابحاث في الحقل التعليمي التدريسي.

إن أهمية التقويم الذاتي  تنبع من خلفية أخلاقية. تجعل من الضمير المهني الحي حكما على كل عمل. فالتقويم الذاتي ينبغي ان يقوم به كل مدرس دون آنتظار زيارة المشرف التربوي"المفتش" . فالمدرس قادر على تقييم نفسه ومعرفة نقاط قوته  وفرص التحسن من اجل تحسين أدائه في النشاط الصفي.

وصفوة القول، إن اتباع التقويم الذاتي  للمدرس هي من أهم العناصر التي تضمن نجاحه المهني  والشخصي وتعطيه الدفعة والحماس والحافز لكي يكمل مسيرته بنجاح ووعي  في تربية الاجيال .
 
 
خليل البخاري / باحث تربوي