في سياق العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على إيران، كشفت مصادر استخباراتية متعددة عن تفاصيل ثلاث عمليات سرية نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية، مهدت الطريق لما بات يُعرف بـ"عملية الأسد الصاعد"، وهي الهجوم الأعنف الذي شنّته إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025 باستخدام نحو 200 طائرة حربية، واستهدف منشآت نووية وعسكرية وشخصيات بارزة في قلب الجمهورية الإسلامية.
وحسب وكالة الأناضول التركية فإن المهمة الأولى تمثّلت في نشر أنظمة تشغيل خاصة لأسلحة دقيقة التوجيه بالقرب من صواريخ أرض-جو داخل إيران، والتي جرى استخدامها خلال الهجوم وأثبتت فعالية ميدانية عالية في إصابة أهدافها الحيوية.
أما المهمة الثانية، فركّزت على زرع تقنيات هجومية متطورة على مركبات إيرانية بطريقة سرية، كان هدفها الأساسي تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من الداخل، وقد تم تفعيل هذه الأجهزة تزامنًا مع انطلاق الموجة الجوية الأولى للهجوم الإسرائيلي، ما مكّن الطائرات من تنفيذ ضرباتها بدقة شبه مطلقة.
فيما كشفت المهمة الثالثة عن مستوى جديد من الجرأة، إذ أسس الموساد، وفقًا لصور وفيديوهات عممتها وسائل الإعلام، قاعدة سرية داخل الأراضي الإيرانية لطائرات مسيّرة مفخخة، تم استخدامها خلال العملية لقصف منصات إطلاق صواريخ قرب العاصمة طهران.
العملية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الأسد الصاعد" حسب العديد من التقارير العسكرية والإعلامية هدفت إلى شل القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، وتصفية كبار القادة والعلماء المرتبطين بهذه البرامج. وأسفرت الضربات عن مقتل اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان الإيرانية، واللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، إضافة إلى الجنرال غلام علي رشيد، وعدد من العلماء، كما سُجّل سقوط ضحايا من النساء والأطفال في المناطق المستهدفة.
في أول تعليق رسمي، اعتبرت رئاسة هيئة الأركان الإيرانية أن إسرائيل "تجاوزت جميع الخطوط الحمراء"، مضيفة أن "لا قيود على طبيعة الرد" على ما وصفته بـ"الجريمة". البيان حمل لهجة شديدة، واتهم إسرائيل بالسعي إلى تفجير مواجهة شاملة في المنطقة، عبر اغتيالات ممنهجة وتدمير للبنية الاستراتيجية الإيرانية.
تأتي هذه التطورات في ظل توترات متصاعدة بين طهران وتل أبيب، وتؤشر إلى تحول كبير في قواعد الاشتباك. وإذا تأكدت صحة هذه المهمات الثلاث التي نفذها الموساد، فإنها تشكل اختراقًا غير مسبوق للسيادة الإيرانية، وتضع المنطقة بأكملها على حافة مواجهة إقليمية مفتوحة قد تتجاوز حدود الحسابات التقليدية.