إن الكثير من الوقائع والأحداث تقتضي الخروج من الصمت المريب إلى خلق مبادرات لأجل فتح نقاش عمومي يحرك الفعل السياسي لغاية خلق ما بإمكانه مراكمة مكتسبات التي بإمكانها تجديد الصور والأشكال.
لقد قال الفقيد عبد الرحمان اليوسفي ذات تاريخ بأن الإنتخابات هي المفتاح الذهبي للديمقراطية لا باعتبارها عملية شكلية بل هي عملية تتركب من عدة مستويات تبدو مقدمتها إعداد الجو والمناخ السياسي الملائم لإجرائها والذي لن يكون إلا بتوفير مناخ للحرية وللكرامة والذي لا يتحقق إلا بإطلاق كافة المعتقلين السياسيين .
فلا يمكن أن تستقيم الممارسة السياسية في جو فيه تضييق على الإعلام والحد من الحرية وسيادة سيف الحكومة وإشهاره ضد كل من يعبر أو ينتقد أدائها.
إن ممارسات الحكومة التي تبغي إخراس أصوات الإعلام والتضييق على الحريات لا يمكن أن تخلق جوا للمنافسة الديمقراطية والحرية لأجل إفراز نخبة التدبير ونخبة المعارضة.
إن من لا يتحمل قول الآخر لا يمكن أن يقبل بتعدد الأصوات التي تلجأ إلى الكلام للإفصاح عن مكنونها، ألم يقل سقراط تكلم حتى أراك في حق مواطن كان يتباهى بزيه الجديد. إن إصرار الحكومة أن يلتجيء الكل إلى الصمت ماهو إلا مقدمة إلى ترسيخ الواحدية التي لا تقبلها الحالة المغربية .