لم تحمل مباراة المنتخب المغربي ونظيره التونسي طابعا وديا كما أريد لها، بل تحولت إلى نزال رسمي بعد أن أشعلت تصريحات المدرب التونسي سامي الطرابلسي واللاعب ساسي الفرجاني فتيل المواجهة، حين أرسلا وعيدا تسبب في ضغط نفسي قبلي خاصة على لاعبي المنتخب المغربي. هذا المعطى أعاد إلى الأذهان قوة الديربي المغاربي ما جعل مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي يصر على التعامل بجدية مع مباراة ظاهرها ودي وباطنها جدي، خاصة وأنه عاش تجربة مريرة في تونس سنة 2004، حين خسر نهائي كأس أمم إفريقيا كلاعب أمام المنتخب التونسي الذي تسبب في إقصاء المغرب من تصفيات مونديال 2006 بحضور الركراكي في خط الدفاع. لذا كان الاستقبال الجماهيري في مستوى الحدث من خلال "تيفو" أخير له كعنوان "مغربنا" بكل ما تحمله مضامين هذه اللوحة من معنى.
على المستوى التقني قام وليد بتجربة جديدة على مستوى خط الدفاع الذي ظل مصدر قلق للناخب الوطني، حيث اعتمد على ثنائية "خريبيكية" بالاعتماد على محو مكون من ماسينا والياميق. فيما ظل وليد وفيا لتشكيلته المعتادة على مستوى الوسط والهجوم.
من جهته تعامل المنتخب التونسي مع أطوار الشوط الأول بحذر شديد، مع اعتماد محاولات "تنويم" المباراة وعدم التسرع في بناء الهجمات، والعمل على "استفزاز" لاعبي الفريق المغربي، ما جعل وليد يوصي بعدم السقوط في هذا الفخ.
كل هذه المعطيات ساهمت في ضعف المردود العام لمباراة لم تخرج عما عرف عن الديربيات من تشنج وضغط، ما قلص عدد الفرص التي لم تتعد ثلاث فرص لفائدة المنتخب المغربي، مقابل فرصة يتيمة للتونسيين أبرزها كانت من رأسية للاعب النصيري.