في خطوة نوعية تعكس التزامًا راسخًا بتعزيز الابتكار الاجتماعي والرقمي، أطلقت حاضنة مشاريع سيدي البرنوصي مبادرة طموحة تهدف إلى تطوير أدوات ذكاء اصطناعي موجهة خصيصًا لفائدة الشباب، وذلك خلال ندوة شارك فيها نخبة من الخبراء وممثلي مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
وأكد عمر طنان، مكلف بمهمة تطوير الحاضنة في تصريح ل "أنفاس بريس"، أن هذه المبادرة تهدف إلى تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة فعالة للإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب، ولا سيما في المناطق التي تعاني من الهشاشة، من خلال تصميم حلول تقنية مبسطة تُراعي خصوصيات هذه الفئة وتلبي احتياجاتها الأساسية.
تفاصيل المبادرة
وأوضح عمر طنان أن هذا المشروع يرتكز على تطوير منصة شمولية تعتمد على واجهات صوتية وبصرية مبسطة، تتيح لغير المتعلمين الولوج إلى مجموعة من الخدمات الحيوية، مثل الصحة، الإدارة، التكوين المهني، وفرص التشغيل وسيتم تنفيذ اختبارات ميدانية مكثفة في منطقة سيدي البرنوصي لضمان فعالية هذه المنصة وسهولة استخدامها من قبل الفئة المستهدفة.
خارطة طريق شاملة
كشفت الحاضنة، خلال الندوة التي نظمتها مؤخرا، عن مجموعة من التوصيات العملية لتعزيز التحول الرقمي والاجتماعي في المنطقة، أبرزها:
تنمية الرأسمال البشري وتمكين الشباب من أدوات المستقبل، عبر إدماج وحدات تكوينية في الذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية ضمن البرامج المحلية، مع تنظيم ورشات تطبيقية تتيح للشباب استكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات ريادة الأعمال والحرف التقليدية. كما تسعى المبادرة إلى دعم روح المبادرة من خلال إطلاق برامج تمويل صغرى موجهة نحو المشاريع التكنولوجية المبتكرة التي يقودها شباب المنطقة.
عمر طنان، مكلف بمهمة تطوير الحاضنة
ولتعزيز القرب من الفئات المستفيدة، يجري العمل على إنشاء حاضنات فرعية داخل الأحياء ذات الأولوية، في موازاة تطوير البنية التحتية الرقمية من خلال توسيع التغطية بالإنترنت عالي الصبيب، خصوصاً في المناطق الأقل حظًا، وإحداث فضاءات رقمية مجتمعية مجهزة بمكتبات رقمية وورشات عمل مشتركة.
وتعتمد هذه المبادرة على بناء شراكات استراتيجية تشمل شبكات تعاون بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب الجامعات والمؤسسات البحثية، مع الانفتاح على المبادرات الدولية المماثلة لتعزيز التبادل وتوسيع نطاق الخبرات.
وفي سياق متصل، تؤكد المبادرة على ضرورة إدماج البعد الأخلاقي في الذكاء الاصطناعي، من خلال احترام مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل المشروع، والسعي نحو تطوير أدوات تكنولوجية تراعي التنوع الثقافي وتستجيب لحاجيات المجتمع المحلي.
وقد شدد منسقو الندوة على أن "الذكاء الاصطناعي يجب أن يُوظف كفرصة شاملة للجميع، وليس كامتياز حكرًا على النخبة"، معتبرين أن هذه الخطوة تُجسد رؤية المملكة في تحقيق الإدماج الرقمي والتنمية الشاملة.
رؤية مستقبلية واعدة
تأتي هذه المبادرة ضمن رؤية شاملة تهدف إلى جعل سيدي البرنوصي مركزًا وطنيًا يحتضن الابتكار التكنولوجي، ويجعل من الشباب رافعة أساسية للتنمية المستدامة ومع تكثيف الشراكات الاستراتيجية والدعم المؤسسي المتواصل، تمضي المنطقة بخطى واثقة نحو مستقبل يفتح آفاقًا جديدة، تتحول فيه التكنولوجيا من وسيلة إلى فرصة حقيقية لتحسين حياة الإنسان.