في إطار التراكم العلمي والمعرفي الذي حققته مجلة عالم التربية ولا تزال تم إصدار العدد 31 منها، والذي تمت عنونته بـ: الذكاء الاصطناعي وقضايا التربية، فقد جاء هذا العدد متميزا من حيث موضوعه العام والمحاور المطروحة فيه، ذلك أنه جمع بين مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين والباحثين الذين ينتمون إلى مؤسسات بحثية رسمية كالمجلس الأعلى للتربية والتكوين، بالإضافة إلى مؤسسات جامعية عديدة من بينها جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وجامعة الحسن الأول بسطات...، بالإضافة إلى المراكز الجهوية للتربية والتكوين والمدارس العليا للأساتذة. وعلى عادة مجلة عالم التربية فقد كانت شخصية عددها الأخير متمثلة في الدكتور الحبيب المالكي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وذلك من أجل الوقوف على رؤية المجلس إزاء الذكاء الاصطناعي والكشف عن خياراته التعليمية والتربوية في ظل المستجدات الجديدة التي باتت تستحضر نموذج المدرسة الجديدة باعتبارها مدرسة حديثة تواكب روح العصر ومستجداته على مختلف الأصعدة، وأبرزها التحولات التكنولوجية الواقعة مع الذكاء الاصطناعي.
وتم إخراج العدد 31 من المجلة في حجم كبير، يقع في 431 صفحة، حيث جاء مشتملا على 27 مقالا، و4 قراءات، زيادة إلى افتتاحيته والحوار مع الدكتور الحبيب المالكي، وانتهى في الأخير بعرض الورقة التأطيرية الخاصة بملف العدد 32، والذي سيخصص لعرض استراتيجيات التعليم والتعلم في ضوء مستجدات الذكاء الاصطناعي، وذيلت المجلة بكرونولوجيا صدورها والملفات التي قاربتها والشخصيات التي استضافتها.
ومما تجدر الإشارة إليه أن العدد الحالي جاء على غير العادة جاعلا من الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتمثلة في: -شات جي بي تي وديب سيك وكلود. أي- مشاركين في تحرير العدد، وهذا ما يعبر عن مهنية مدير المجلة (د. عبد الكريم غريب) ورئيس تحريرها (ذ. بوشعيب الزين) وباقي الباحثين المساهمين في تحريرها ووعيهم بدقة الموضوع وجدته بل وأهميته في المجال التربوي.
ويستمد هذا العدد أهميته من كونه اعتنى بمسألة حديثة جوهرية تتمثل في إسهامات الذكاء الاصطناعي في النهوض بواقع التربية وقضاياها المختلفة، فضلا عن التأسيس لنموذج المدرسة الذكية التي تستمد خصوصياتها من الواقع التكنولوجي من جهة، والتطور المتوالي للذكاء الاصطناعي من جهة ثانية، مما يسهم إيجابا في الرفع من نجاعة الاصلاحات التربوية والتقدم بورش التربية إلى أبعد الحدود تحقيقا للغايات والمرامي المنشودة.